من منا لا يخطئ؟
من منا لا يخطىء ؟ من منا لا يريد أن يتعلم من أخطائه؟ من منا لا يريد أن يستكشف الحياة ؟
الإجابة الدائمة لهذه الأسئلة، هل أننا جميعا نريد أن نتعلم ونغامر ونتحمل المخاطر ونعمل وعلى قدر الإرادة على قدر العائد من العمل، ولو أننا جميعا اتبعنا الطرق التى اتبعها آباؤنا منذ بدء الخليقة دون تغيير بمبدأ المحاولة للنجاح أو الفشل.. لكانت البشرية الآن مثل بيئة أبينا آدم.
إننا أمام نوعين من
البشر، إما النوع القائد والنوع التابع له.القائد من صفاته الخبرة والكاريزما
القيادية وحب استكشاف الأمور والحقائق، وتبنى المواهب والرهان عليها والاستفادة من
كل موقف من أجل تنمية التابعين له، والتابع هو من يسير على طريق لا يغيره، مثل
قضبان القطارات، اعتبر نفسه من الآلات التى لا تحيد عن الطرق المرسومة لها حتى لا
تغير من أنفسها قدر أنملة.
بعد مرور الزمان،
التابعون مازالوا تابعين يقومون بما كانوا يقومون به، وللأسف يوقعون أن غدًا
سيختلف عن أمس! والقائد يغير كل يوم طريقه ليحقق الكفاءة فى العمل، ويزيد من إجازاته
والنجاح فى تحقيق ذاته والآخرين.
ماذا تريد أن تكون؟
هل تقوم اليوم بنفس الأعمال التى كنت تقوم بها فى الأمس وتنتظر اختلافا فى الغد ؟ أم
أنك ستتغير حتمًا لكى تبدأ فى استكشاف نفسك واستكشاف الآخرين من حوله للوصول إلى
الفرص التى يمكن استغلالها والتهديدات التى يمكن تفاديها بمقومات من حولك أيضًا.
إن المحاولة هى الأساس وإن الله تعالى لا
يضيع حق من أحسن عملًا وهو القادر على إعطاء الجزاء، إذن لابد من الإيمان أولًا
بالقدرات على تحقيق الأهداف، ثم تقييم عناصر القوى والضعف لتحديد إلى أين سنتجه
وكيف يكون ومتى ولماذا اخترنا هذا الطريق.
إذن قد نصيب ونخطىء وهذا من احتمالات
الحدوث لأننا لا نستطيع أن نقدر ما هى احتمالات النجاح، إلا أننا قادرون على اتخاذ
الخطوة الأولى، وكما يقولون مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة.
إذا أخطأنا هل هذا يعتبر نهاية الحياة؟ أم أننا خرجنا من هذا الموقف وقد تكونت لدينا قناعات مختلفة، عما كنا نعرفه من قبل بل وتسببت هذه الأزمات فى إعطائنا تقريرًا كاملًا، عن نقاط ضعفنا التى لابد أن نقويها فى المرحلة القادمة وهناك الميزة الكبرى وهى استكشاف الإنسان ونقاط سحره، وما هى الميزة الرئيسية فيه التى يمكن استغلالها ولولا هذه الأزمة والأخطاء، لما تبين له أنه يملك هذا المزايا.. فالأخطاء تصنع الخبرات وتنبه الإنسان لمزاياه ونقاط سحره.
يقولون، إن ذلك فشلًا ولا يلبث الإنسان أن
يحدث الفشل، إلا وينهار ويحبط ويدخل فى أزمة تتعاقب لها أزمة أخرى ثم يصل إلى
دوامة الاكتئاب على اعتبار أن ذلك هو نهاية المشوار، إلا أن ذلك بالطبع إدراك
خاطىء.. لا يوجد ما يسمى الفشل إنما هو إخفاق فى تحقيق هدف وهذا ما ينذرك إلى
الصحوة والانتباه، وهو فى الحقيقة ليس فشلًا، ولكنه منحة كبيرة تبين لك حقيقة
الذات.