رئيس التحرير
عصام كامل

حسابات البقاء.. ترامب بين فكي الفضائح والعزل

الأمريكي دونالد ترامب
الأمريكي دونالد ترامب

وسط الأزمات التي يمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نشر مقال نيويورك تايمز والذي شككه في المقربين حوله، وتسريب محتويات كتاب الصحفي الأمريكي الكبير بوب وورد والذي كشف سب وانتقاد كبار المسئولين بالحكومة الأمريكية له، ومخاطر تعرض الملياردير الثري للمساءلة، بعد اعتراف محاميه الشخصي برؤية عدد من السيدات مقابل صمتهن على إقامة علاقة مع ترامب.

التعرض للمساءلة
والخميس الماضي، أعلنها ترامب صراحة بأنه قد يعرض للمساءلة، ودعا خلال مؤتمر جماهير الامريكيين للتصويت للجمهوريين حتى لا يواجه التحقيق في التهم التي قد تلحق به، وأبرزها قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية والتي طالت مستشار الرئيس السابق جورج بابادوبولوس، وحكم عليه بالسجن 14 يوما، بسبب كذبه في التحقيق حول التواطؤ المحتمل في العام 2016 بين موسكو وفريق حملة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية، ودخول ابنه على خط الأزمة وكذلك اعتراف مسئول جمع التبرعات بالحملة الرئاسية بوجود علاقات مع الروس.

وثاني تلك التهم هي خرق قوانين الحملات الانتخابية، وخاصة بعد اعتراف محامي ترامب السابق مايكل كوهين، برشوة عدد من السيدات بطلب من ترامب، خوفا من انتشار معلومات تسيء إليه كمرشح.

وأشار تقرير للمحلل السياسي محمود عبد العال، بمركز المستقبل للأبحاث الإماراتي إلى جدة المحقق روبرت مولر والذي يتولى قضية التدخل الروسي، في الإيقاع بالمقربين لترامب، للدرجة التي هددت بعزله من منصبه.

إستراتيجية مولر
وفي ذلك الصدد أوضح الباحث المصري، أن مولر يعتمد على استراتيجيتين، أولهما، عقد الصفقات مع المسئولين مقابل إعفائهم من جرائم ارتكبوها أو عدم التعرض للسجن لفترات طويلة، وهو ما حدث مع "مايكل فلين" مستشار "ترامب" السابق للأمن القومي، والذي اعترف بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالية حول محادثاته مع السفير الروسي السابق في واشنطن "سيرجي كيسلياك"، وذلك مقابل تخفيض حجم الاتهامات الموجهة ضده.

وثاني تلك الطرق هي التحقيق مع المقربين في سبيل إرباكهم والضغط عليهم وتوصيل رسالة مفادها أنهم مراقبون، وتم استجواب "جاريد كوشنر" مستشار "ترامب" وزوج ابنته مرتين في الكونجرس، ومايكل فلين مستشار ترامب للأمن القومي سابقًا، وآلن وايسلبرج المدير المالي لمؤسسة الرئيس الأمريكي، والذي تم منحه حصانة للإدلاء بتفاصيل حول مايكل كوهين، وبول مانافورت رئيس الحملة الانتخابية الخاصة بترامب والذي تم التحقيق معه بتهم احتيال وتهرب ضريبي وذلك بهدف الضغط عليه للإدلاء باعترافات حول علاقته بالروس.

البقاء في السلطة
وأوضح الكاتب عددا من السيناريوهات المحتملة لبقاء ترامب في السلطة وأولها بقائه في السلطة، وتجاوز كل المشكلات بل والترشح لانتخابات الرئاسة عام 2020، واعتمد في ذلك على أن الملياردير النيويوركي ليس كغيره من السياسيين فمنذ ترشحه للرئاسة والفضائح تحيط به من كل مكان ومع ذلك لم يتأثر، كما أنه صعد فجأة على الصعيد السياسي ولم يتدرج في المناصب ليتولى رئاسة وزارة أو مركز دبلوماسي.

محاكمة لاحقة
ثاني تلك السيناريوهات هو تعرض ترامب للمحاكمة وذلك بعد انتهاء مدته الرئاسية، وذلك بسبب طول مدة الإجراءات القانونية التي تتبعها المحاكم، بالإضافة إلى المذكرة الصادرة عن مكتب الاستشارات القانونية بوزارة العدل عام 1973، والتي تخلص إلى عدم إمكانية أن يكون الرئيس الأمريكي عُرضة للاتهام والمحاكمة الجنائية خلال فترة حكمه.

عزله من منصبه
أما السيناريو الثالث فهي حصول الديمقراطيين على الأغلبية في الكونجرس، والتصويت على عزل ترامب، وإن كان هذا المقترح مستبعد لأن التصويت على العزل يحتاج لـ76 صوتا في حين أنهم لا يملكون إلا 49 صوتا فقط، وبالطبع لن يغامر الجمهوريون بسمعتهم في نزاهة مرشحيهم وقانونية إجراءات الترشح للرئاسة، بالإضافة إلى ولاء معظمهم لترامب.
الجريدة الرسمية