السيسي يفتتح اليوم مشروعات محاور النيل والطرق والكباري المنفذة.. محور طما (أسيوط / سوهاج).. كباري قوص بقنا.. برج العرب.. بلطيم المرحلة الأخيرة من الطريق الدائري الإقليمي القوس الشمالي الغربي
يشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الأحد، افتتاح عدد من المشروعات القومية "قطاع الطرق والكباري"، ومنها اكتمال مشروع الدائري الإقليمي فضلا عن مشروعات بمحاور النيل والطرق والكباري
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يفتتح صباح اليوم الأحد مشروعات محاور النيل والطرق والكباري المنفذة بواسطة الهيئة العامة للطرق والكباري وإدارة المهندسين العسكريين.
وأضاف راضي أن المشروعات التي سيتم افتتاحها هي محور طما (أسيوط / سوهاج)، كوبري قوص بقنا، كوبري برج العرب، كوبري بلطيم، كما يشهد الرئيس افتتاح المرحلة الأخيرة من الطريق الدائري الإقليمي القوس الشمالي الغربي.
قفزة تنموية
ونجحت الدولة في تحقيق قفزة تنموية هائلة في هذا القطاع على مستوى الجمهورية، وتمكنت من تطوير مسافات طويلة من الطرق القائمة، ورفعت كفاءتها، ودشنت مجموعة متميزة من الطرق الجديدة كونت شبكة متواصلة ومترابطة أشبه بشبكة الأعصاب في جسم الإنسان، وحققت التواصل بين جميع المناطق وأصبح الوصول إليها سهلا ميسرا.
الطريق الدائري الإقليمي
ويعد الطريق الدائري الإقليمي أهم مشروع في مجال الطرق، يتم تنفيذه في مصر خلال أربعة عقود، حيث تم تنفيذه بمواصفات عالمية ويربط بين جميع الطرق السريعة الرئيسية في مصر، ويخفف من الضغط والتكدس المروري غير الطبيعي بالقاهرة، ويساعد على منع الشاحنات التي تزيد حمولاتها على 5 أطنان، أو النقل العابر من دخول القاهرة.
وفي عام 2002، أجرت مؤسسة (جايكا) اليابانية دراسة اقتصادية، أفادت بأن مصر تحتاج فورا لعمل طريق دائري إقليمي يربط الطرق السريعة الرئيسية، بعيدا عن القاهرة، فتم خلال العام ذاته اتخاذ قرار بعمل الطريق الدائري الإقليمي، وكانت البداية بالقوس الجنوبي الممتد من جنوب دهشور إلى طريق الفيوم، بطول 40 كم، نفذته وزارة الإسكان، غير أن عدم توافر الإرادة السياسية في ذلك الوقت، أدى إلى تنفيذ هذا الجزء فقط من الطريق الدائري الإقليمي في أكثر من 7 سنوات، حيث انتهى في 2011، وتم افتتاحه عام 2012.
الهيئة الهندسية
وفى عام 2013 قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بتنفيذ القوس الغربي الذي يربط طريق الصعيد الصحراوي الغربي بطريق القاهرة/ الإسكندرية الصحراوي، وتوافرت الإرادة السياسية لإنجاز المشروع مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مهام منصبه، حيث قام عام 2014 بإدراج مشروع الطريق الدائري الإقليمي ضمن المشروع القومي للطرق، ثم كانت المهمة الأصعب وهي تنفيذ القوس الشمالي الذي يربط محافظات البحيرة والجيزة والمنوفية والغربية والقليوبية والشرقية والقاهرة، وتمثلت صعوبة هذه المرحلة في مرور الطريق عبر أراض زراعية تحتوي على أعداد كبيرة من المصارف والترع والرياحات وخطوط السكة الحديد، وتضم أكثر من 100 عمل صناعي (كباري وأنفاق وغيرها)، فقامت وزارة النقل بتنفيذ القوس الشمالي كاملا من تقاطع طريق بلبيس حتى طريق القاهرة/ الإسكندرية الصحراوي، خلال 3 سنوات فقط، فيما يعد إنجازا حقيقيا.
القوس الشمالي الغربي
وتم الانتهاء من أعمال تنفيذ القوس الشمالي الغربي بالطريق الدائري الإقليمي الممتد من التقاطع مع طريق القاهرة- الإسكندرية الزراعي في بنها حتى التقاطع مع طريق القاهرة- الإسكندرية الصحراوي، بطول 57 كيلو مترا، بتكلفة إجمالية 6.2 مليار جنيه، وأصبح جاهزا للافتتاح.
وزير النقل
وأكد الدكتور هشام عرفات وزير النقل أنه تم فتح الطريق تجريبيا أمام حركة المرور، حيث يعد الجزء الأهم من الطريق الدائري الإقليمي الذي يبلغ طوله 400 كيلومتر حول القاهرة الكبرى، ويحل أزمة المرور في محافظة المنوفية، ويخدم 15 محافظة، ويهدف لربط الطرق الرئيسية لهذه المحافظات ويسهم في تخفيف الحركة المرورية العالية على الطريق الدائري الحالي حول القاهرة الكبرى، بنسبة 50%.
وأضاف أنه مع افتتاح القوس الشمالي الغربي ستجني الدولة ثمار هذا الطريق، الذي يعتبر أهم مشروع مروري في آخر 4 سنوات، حيث سيربط هذا كافة المحاور والطرق الرئيسية، كما يساهم في تنظيم حركة النقل الثقيل والشاحنات الداخلة إلى القاهرة الكبرى، وتخفيض الاختناقات المرورية بالقاهرة الكبرى.
رئيس هيئة الطرق والكباري
وأوضح اللواء عادل ترك رئيس هيئة الطرق والكباري، أن هذا القطاع المخطط افتتاحه كان الأصعب بالطريق؛ بسبب مشكلات نزع الملكية لإخلاء مسار الطريق، والتي كانت تمثل تحديا كبيرا أمام الهيئة في تنفيذ هذا المشروع، وأشار إلى أن هذا القطاع يتكون من 4 حارات بكل اتجاه، وهو طريق حر بدون تقاطعات مرورية، حيث تستخدم الكباري والأنفاق في الدورانات للخلف حيث شمل 68 عملا صناعيا (25 كوبري، و43 نفقا).
وأشار رئيس هيئة الطرق والكباري، إلى أن تكلفة تنفيذ هذا القطاع وصلت إلى 6.2 مليار جنيه شاملة تعويضات الأهالي، الذين تم نزع ملكيتهم خلال أعمال تنفيذ المشروع، وأكد حرص الهيئة على تعويض الأهالي بشكل عادل.. وأن تعويضات الأهالي في بعض المناطق وصلت إلى 50 و60 ألف جنيه عن القيراط الواحد.. حيث حصل كل مواطن وكل متضرر من نزع الملكية على حقه كاملا.
الشركة الوطنية
وأوضح ترك أن الهيئة تعاقدت مع الشركة الوطنية لإنشاء وتنمية وإدارة الطرق التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة لإدارة وتشغيل وصيانة هذا الطريق بعد افتتاحه، مقابل الحصول على 50% من إيراداته، وأشار إلى أنه تم مراعاة إنشاء مراكز ومحطات خدمة على جانبي الطريق من محطات تموين وقود وكافتيريات ونقاط إسعاف وتمركز أمني لخدمة المسافرين وتأمين الطريق، تنفيذا لتكليف الرئيس.
وأكد رئيس هيئة الطرق والكباري أنه مع افتتاح هذا القطاع سيتم البدء في تطبيق قرار منع دخول المقطورات إلى القاهرة الكبري ويتم نقلها للدائري الإقليمي على أن يبدأ تنفيذ القرار من يوم 15 الشهر الجاري، وأن تطبيق هذا القرار سيساهم في تخفيض التكدسات والكثافات المرورية على الدائري القديم بالقاهرة الكبري.
وأضاف ترك أن الطريق الإقليمي بعد افتتاحه سينقل إليه 35% من حركة المرور على الدائري، ما يخلق سيولة مرورية داخل العاصمة، وبالتالي تنخفض نسبة الحوادث إلى أكثر من 40%، وأشار إلى أن الطريق له انعكاسات إيجابية، خاصة بتوفير وقت الرحلة وانخفاض معدل المحروقات بما ينعكس إيجابًيا على البيئة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، وخفض تكاليف التشغيل وسائق النقل القادم من ميناء دمياط متجها إلى أي مكان سيوفر له الطريق نحو ساعتين، وتشير الإحصائيات إلى أن الطريق سيوفر للدولة مليار جنيه سنويا، كما سيوفر 670 مليون جنيه سنويا بعد اختصار الوقت.
التكدس
من جانبه أوضح المهندس علاء سعداوي الأمين العام للجمعية المصرية للنقل، أن مشروع الدائري الإقليمي سيساهم في تخفيف نسب الحوادث والتكدس المروري أعلى الدائري القديم، وسيجذب نسبة لن تقل عن ٣٠٪ من حركة النقل من القديم إلى الجديد، وطالب بسرعة تنفيذ قرار بمنع النقل الثقيل نهائيا من الحركة أعلى الدائري القديم، على أن تقتصر حركة النقل على الدائري الجديد فقط، وتكون مشروطة بمواعيد.
وأشار إلى أن حركة نقل البضائع القادمة من موانئ بورسعيد والسخنة أو الإسكندرية أصبحت قريبة جدا من الدائري الإقليمي، الذي يسهل الربط بين محافظات الجمهورية.
وأضاف أن مشروع الدائري الإقليمي يساهم في فض التكدس على الدائري القديم كما يساهم في الربط بين الطريقين الزراعي والصحراوي؛ لتسهيل الانتقال من مصر الإسكندرية الصحراوي إلى الزارعي في وقت بسيط، ويربط المشروع محافظات الجمهورية.