نصائح لمواجهة التنمر في المدارس.. إبعاد الطفل عن الخلافات الأسرية والألفاظ غير اللائقة.. عدم التفرقة في المعاملة بين الطلاب.. و11 مليونا يشاركون في حملة «أنا ضد التنمر»
«المدارس قربت وأنا خايف أوي أروح المدرسة أنا ليا صحاب مش سايبني في حالي وبيقولي كلام يضايقني أوي وأنا مش عايز أروح المدرسة تاني أو شوفولي مدرسة غيرها».. بتلك الكلمات بدأ الطفل «م» صاحب الـ8 سنوات حديثه إلى متلقي البلاغ بغرفة النجدة والذي حاول تهدئته، حيث فقد «م» ثقته بنفسه تمامًا نتيجة للكلمات السلبية التي يتلقاها من زميله يوميًا أثناء الدراسة، حاول مرارا وتكرارًا أن يستغيث لإنقاذه من وقائع التنمر ولكنه لم يفلح.
حملة التنمر
تلك الكلمات البسيطة حركت المجلس القومي للطفولة لإطلاق حملة لمناهضة التنمر في المدارس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومنظمة اليونيسيف وبدعم من الاتحاد الأوروبي تحت شعار «أنا ضد التنمر».
وتخطت الحملة 11 مليون مشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي، ولاقت استحسانا وصدى واسع بين الأطفال أنفسهم، وهو ما يعد الهدف الأساسي من الحملة والذي يتمثل في الوصول إلى كل طفل سواء متنمر أو متنمر به لوقف تلك الظاهرة التي لها آثار سيئة على الأطفال قد تؤدي إلى الانتحار.
منشورات تعريفية
وشملت الحملة منشورات تعريفية على وسائل التواصل الاجتماعي، كما تخللها بعض الفيديوهات التوضيحية، إلى جانب مشاركة العديد من الفنانين المشهورين، كان أبرزهم النجم أحمد حلمي، والذي تعرض لواقعة تنمر في صغره، وكشف عنها من خلال الحملة.
كما تضمنت الحملة تقديم خدمة المشورة التليفونية مجانًا من خلال، خط نجدة الطفل 16000، وذلك من خلال استشاريين متخصصين في مثل هذه الحالات، كما يتم استقبال بعض الحالات التي تستدعي لإجراء عدد من جلسات الدعم النفسي من خلال غرفة للمشورة النفسية الصديقة للطفل بمقر المجلس القومي للطفولة والأمومة.
العلاقات الأسرية
ولأن التنمر أسلوب غير أخلاقي ولا بد من وضع خطط لمواجهته، استطلعت «فيتو» آراء ونصائح علماء النفس والاجتماع للتخلص منه، فقال «جمال فرويز» الطبيب النفسي أن السبب في تنمر الطفل هو البيئة التي يعيش فيها، من خلافات أسرية بين الأب والأم وسوء التربية، مشيرا إلى أنه لا بد من تحسين العلاقات بين الزوجين وابتعاد الأطفال عن الخلافات، وعدم التلفظ أمام الأطفال بألفاظ غير لائقة.
أما على مستوى المدرسة، لا بد من ترغيب الأطفال في بعضهم البعض، وعدم التفرقة بين الطلاب، والبعد عن الواسطة في المعاملة، ولا بد من احتضان الأطفال، لأن سوء المعاملة ينتج عنه حرمان عاطفي للطفل ويؤدي إلى التنمر، منوها على أن العقاب الجسدي والمعنوي يزيد من التنمر لدى الطفل.
مثل أعلى
وعلى المستوى الاجتماعي، ضربت سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع مثلا لمواجهة التنمر، «محمد رفيق» أول قزم في رفع الأثقال في مصر، كان يعاني من سخرية زملائه ويبعدون عنه، وظل أهله يدعمونه حتى حصل على البطولة، وبعد تكريمه أصبح قدوة كبيرة والجميع يرغب في التصوير معه، تلك الحكاية ملخص قصة للتخلص من التنمر بدعم أولياء الأمور.
وتابعت قائلة ينبغي أن يسعى أولياء الأمور إلى رفع الروح المعنوية للأطفال، مؤكدة أن هناك جماعات تنشر اللاوعي في المجتمع من خلال قنوات تليفزيونية تعرض انحطاطا أخلاقيا، مطالبة بتوفير قوة متينة لنشر الأخلاق والوعي.