الولايات المتحدة تتهم كوريا الشمالية بالتآمر لإيذاء الاقتصاد
اتهمت وزارة العدل في الولايات المتحدة الجاسوس الكوري الشمالي بارك جين هيوك بمحاولة اختراق شركات أمريكية، وسرقة مؤسسات مالية في جميع أنحاء العالم والمساعدة في ارتكاب هجمات إلكترونية أدت إلى شلل نظام الرعاية الصحية في بريطانيا المعروف باسم خدمة الصحة الوطنية البريطانية.
وكانت وزارة العدل الأمريكية قد أصدرت شكوى جنائية مكونة من 174 صفحة وصفت بالتفصيل كيف تسبب المتسللون في خسائر تقدر بمئات الملايين من الدولارات للاقتصاد العالمي.
وأكدت وزارة العدل الأمريكية أن تحقيق WannaCry، وهو أحد أكثر التحقيقات الإلكترونية تعقيدًا التي أجرتها على الإطلاق، ما زال مستمرًا، ولم يتضح على الفور ما إذا كانت كوريا الشمالية، والتي قالت السلطات إن الجاسوس كان يعمل لصالحها أثناء هجوم WannaCry الإلكتروني، قد تسلم بارك لسلطات تنفيذ القانون في الولايات المتحدة.
وبحسب المعلومات فقد شارك بارك في هجوم ضد شركة سوني في عام 2014 بسبب فيلم The Interview، بحيث تسبب ذلك الهجوم في تعطل حواسيب الشركة، ومحو جميع البيانات المخزنة على نحو نصف أجهزة الحواسيب والخوادم، مع إيقاف خدمة البريد الإلكتروني وأنظمة الإنتاج ونشر كميات هائلة من ملفاتها المسروقة بشكل علني، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني والعقود وقوائم الرواتب وميزانيات الأفلام والسجلات الطبية.
كما توضح الشكوى أن كوريا الشمالية قد هاجمت البنوك لجمع الأموال من خلال بارك ومجموعة القرصنة، حيث تسللوا إلى بنك بنغلاديش في عام 2016 عن طريق إرسال رسائل بريد إلكتروني مليئة بالبرامج الضارة إلى الموظفين، وحصلوا على إمكانية الوصول إلى أجهزة الحاسب المتصلة بنظام الاتصالات المصرفية العالمية، وسرقوا 81 مليون دولار، قبل أن يتم إيقاف العملية بعد كشفها، ومنعهم من الحصول على المبلغ الكلي المقدر بأكثر من 900 مليون دولار.
واستهدفت كوريا الشمالية أيضًا المتعاقدين مع وزارة الدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك شركة لوكهيد مارتن، عبر رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية، وأدى هجوم WannaCry في عام 2017 إلى شلل نظام الرعاية الصحية في بريطانيا، حيث أصاب أنظمة الحاسب في المستشفيات والعيادات التابعة للخدمة الصحية الوطنية البريطانية NHS.
وتم إلغاء مواعد الفحوصات والعمليات الجراحية وتغيير مسار سيارات الإسعاف وتعذر الوصول إلى سجلات المرضى، واضطر الموظفون إلى اللجوء إلى استخدام القلم والورقة عندما تعطلت أنظمة الحاسب، ووجد تقرير حكومي لاحق أن أنظمة NHS كانت ضعيفة بسبب عدم اتباع توصيات الأمن السيبراني الأساسية، كما أنها كانت تستخدم إصدار قديم من نظام ويندوز توقفت شركة مايكروسوفت عن توفير تحديثات الأمان له قبل ثلاث سنوات.
وأشاد المدير العام للعمليات في وكالة الجريمة الوطنية البريطانية بالتعاون بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، وقال ستيف رودهاوس Steve Rodhouse: “يبدو أن هجمات الحصول على فدية التي أثرت على المملكة المتحدة تعد جزء من سلسلة، وقد أبرز هجوم WannaCry أن الجريمة السيبرانية تؤثر على رخاء البلاد وأمنها وأسلوب الحياة اليومية”.
وقال جون ديمرز John C. Demers، رئيس قسم الأمن القومي بوزارة العدل في بيان: “قامت حكومة كوريا الشمالية، من خلال مجموعة قرصنة ترعاها الدولة، بسرقة بنك مركزي ومواطنين من دول أخرى، وانتقموا من حرية التعبير، وخلقوا برمجيات خبيثة مدمرة أثرت بشكل عشوائي على الضحايا في أكثر من 150 بلدًا حول العالم، والتي تسببت بخسائر بمئات الملايين، إن لم يكن بمليارات الدولارات”.