نجم في سماء الطب.. الغزالي حرب!!
الدكتور صلاح الغزالي حرب أستاذ الباطنة الشهير هو أيضا كاتب مقال أسبوعي في جريدة المصري اليوم، وكتب مؤخرا مقالا بعنوان" نجوم في سماء الطب"، عن طبيب مصري هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ 31 عاما، ويصفه أنه أحد نجوم الطب على مستوى العالم في مجال أمراض السكر، ومع احترامي لهذا الطبيب الكبير فإنني اختلف مع الدكتور صلاح الغزالي حرب ومع كثير من الكتاب والإعلاميين الذين يحتفون بالمهاجرين المصريين أكثر من علماء مصر في الداخل الذين حملوا البلد على أكتافهم، وعاشوا لحظات انتصاراته وانكساراته وأحزانه وأفراحه، ولم يهربوا من واجبهم تجاه بلدهم، وحينما سافروا في بعثات أو للعمل في الخارج عادوا لخدمة أبناء وطنهم يردون الجميل..
والدكتور صلاح الغزالي حرب من هؤلاء، أحد نجوم الطب في مصر والعالم، وأهم علمائنا الإجلاء، حيث سخر علمه وحياته لخدمة فقراء بلده، الدكتور صلاح الغزالي حرب يعمل على مدار نصف قرن بإخلاص وضمير وما زال حتى كتابة هذه السطور يجاهد بعلمه وقلمه وفكره في مكافحة الأمراض والأفكار المتخلفة..
تدرج في العمل الأكاديمي بطب قصر العيني حتى أصبح وكيلا لها، وأسس مدرسة في علاج أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء وحقق إنجازات كبيرة حينما تولى رئاسة اللجنة القومية لمكافحة السكر.
الدكتور صلاح الغزالي حرب أنشأ وحدة الفحص الشامل في معهد ناصر حتى يؤسس لثقافة جديدة على المصريين وهي الفحص الدوري كل ستة أشهر أو كل عام للوقاية من الأمراض أو الاكتشاف المبكر لها، مما يجعل فاتورة العلاج سهلة، فالوقاية أرخص وأفضل من العلاج.
الدكتور صلاح الغزالي حرب الذي تجاوز السبعين عاما ما زال يخصص يوم الإثنين من كل أسبوع لمتابعة مرضاه الفقراء في وحدة الفحص الفني بمعهد ناصر، وهو مهموم بقضايا حيوية، ويجاهد من أجلها، مثل غرس القيم الطبية الإنسانية في نفوس الأطباء الشبان، ونشر الثقافة الطبية لدى المواطنين، وأيضا القضاء على ظاهرة البرامج الطبية المعلنة والمتاجرة بآلام المرضى..
الدكتور صلاح الغزالي حرب يعمل بكل إخلاص ويعشق تراب هذا البلد ولا يخاف في الله لومة لائم، الحقيقة أن أفراد أسرة الغزالي حرب الثمانية كلهم هذا الرجل، لأنهم نهلوا من والدهم الوطنية وحب البلد والإخلاص وإتقان العمل..
فالراحل الطبيب المفكر طارق الغزالي حرب قال لي إن والدهم كان يفتخر بهم، ويقول أنا أغنى رجل في مصر حيث امتلك 8 ملايين جنيه وحينما يسأل من أين لك هذه الأموال وأنت مدرس بسيط؟ فيقول ابني أسامة بمليون وصلاح بمليون وطارق وخالد وهكذا، وقتها كان المليون جنيه يعتبر ثروة كبيرة.
أسرة الغزالي كلها أساتذة جامعة وأطباء وضباط ووكلاء وزارة وكتاب وإعلاميون رفضوا إغراءات الهجرة من أجل خدمة وطنهم ومواطنيهم.
علماء مصر في الخارج أخذوا أكثر ما أعطوا وأفنوا حياتهم وعلمهم في خدمة الدول التي يعملون بها، ولا يتذكرون مصر إلا في المؤتمرات والإجازات، أو بعد إحالتهم للتقاعد هناك، وبعضهم يعتبر مصر سبوبة للتجارة والسمسرة، أموالهم في الخارج وأبنائهم لن يعودوا، قد تكون الدولة هي السبب في الفترات السابقة، في عدم الاستفادة منهم أيضا، لكن لا يجب التعميم فبعضهم ما زال يقدم خدمات جليلة لبلده ولم تنقطع صلته بها.
لكن بشكل عام علماء الداخل هم الذين يحملون البلد على أكتافهم، ويستحقون الاحترام والتقدير، ومنهم الدكتور صلاح الغزالي حرب.
وتحيا مصر.
egypt1967@yahoo.com