رئيس التحرير
عصام كامل

«كل نقطة بتفرق».. كيف تفاعلت الكنيسة مع مبادرات ترشيد المياه؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يدرك البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أهمية المياه ونهر النيل، لذلك يحرص كثيرا على حث المصريين بأهمية ترشيد استهلاك المياه، كما حث الكنائس المختلفة على تنظيم ندوات حول أهمية ترشيد استهلاك المياه.


البابا تحدث أيضا عن مشروع «سد النهضة»، الذي تواصل إثيوبيا بناءه، وألمح إلى أحقية كل بلد في إقامة ما تراه مناسب من مشروعات، تخدم مصالحها، لكن دون أن تمس مصالح دول الجوار، وخاصة نسبتها في مياه نهر النيل، ودون أن تتسبب في أضرار للدول الشريكة، قائلا: «عندما شرعنا في بناء السد العالي كنا ندرك أننا آخر دول حوض النيل، وهو ما لا يتسبب في أزمة لدول أخرى، لكن على إثيوبيا أن تدرك أن بعدها السودان ومصر».

وشدد البابا على أهمية المياه باعتبارها عنصر الحياة على الأرض، قائلا: «المياه تمثل 70% من مساحة الأرض، كما تمثل 70 % من تكوين الإنسان».

وأشار إلى قيمة نهر النيل للمصريين، حيث يمثل 8 % من مساحة مصر، وجميع المدن المصرية تلتف حوله تاركين الصحراء، كما أن للنيل قيمة كبيرة لدى المصريين والذين كانوا يعبدونه في عهد الفراعنة.

ارتكاز البابا تواضروس على أهمية وقيمة نهر النيل، دليل على دعمه ومساندته للدولة في خطواتها التي تتخذها للحفاظ على حق مصر في حصتها من مياه النيل، بل وذهب البابا يقول، إن إهدار المياه واستخدامها بشكل سيئ يعد «خطيّة وهلاك للإنسان»، مطالبًا المصريين بضرورة المحافظة على كل قطرة مياه.

ولم يفوت البابا تواضروس، فرصة عيد الغطاس السابق إلا وحذر من خطورة إهدار المياه، وقال إن هناك نحو مليار إنسان في جميع أنحاء العالم لا يجدون أي مصدر لمياه الشرب، مشيرا إلى أن المياه تدخل في العديد من الصناعات أبرزها الأدوية، وكذلك كافة المزروعات والحيوانات، مشددا على أن قطرة المياه فيها إنقاذ لحياة كل كائن حي، وعيد الغطاس يذكرنا بقيمة المياه.

عظة البابا تواضروس في عيد الغطاس لم تكن صدفة، لكنها كانت بناء على اتفاق سابق مع وزير الري، على أن تكون عظة عيد الغطاس حول ترشيد المياه وأهميتها وسبل الحفاظ عليها وصيانتها وحمايتها من الهدر والتلويث.

وفي السياق ذاته انضمت الكنيسة بدءًا من شهر مارس الماضي إلى الحملة القومية "كل نقطة بتفرق" في إطار الدور الذي تحرص الكنيسة على الاضطلاع به دعمًا للصالح الوطني.

واستضافت كنيسة السيدة العذراء مريم بإسنا، الندوة التثقيفية التي أعدتها الشركة القابضة للمياه بالتنسيق مع مجمع كهنة إسنا وأرمنت، بحضور الأنبا يواقيم الأسقف العام لإسنا وأرمنت ومجمع الآباء الكهنة ودار موضوعها حول ترشيد استهلاك المياه.

وخلال الندوة شرح الوضع المائي الحالي والمستقبلي بمصر، ودور الكهنة في التوعية بالسلوك الاستهلاكي الصحيح للمياه.

وكانت الكنيسة وقعت في أغسطس من عام ٢٠١٥ بروتوكول تعاون مع وزارة الموارد المائية والري ضمن الحملة القومية لإنقاذ النيل والتي حرصت بموجبها على توعية الشعب القبطي من خلال منبر الكنيسة لضرورة السلوك بشكل يحفظ مياه نهر النيل.

كما عقدت بكرمة مارمرقس الرسول بدمنهور لقاء إرشادي وتثقيفي للتوعية بترشيد استهلاك المياه في ضيافة نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية و٣٧ من الآباء الكهنة و١٨ من أمناء الخدمة وناقش اللقاء مراحل إنتاج المياه وترشيد الاستهلاك، وأهمية الفلاتر، وشبكات الصرف الصحي.

وعقدت كنيسة السيدة العذراء مريم بمدينة أبو كبير بالشرقية، ندوة تثقيفية للتوعية بترشيد استهلاك المياه للآباء الكهنة وذلك ضمن فعاليات الاجتماع الدوري لمجمع كهنة الإيبارشية.

واستضاف مجمع كهنة إيبارشية بنها وقويسنا الإثنين فريق التوعية التابع للشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، حيث عقدت ندوة تثقيفية تم خلالها شرح الوضع المائي الحالي والمستقبلي بمصر، ودور الآباء الكهنة في التوعية بالسلوك الاستهلاكي الصحيح حيال المياه.
الجريدة الرسمية