رئيس التحرير
عصام كامل

وقف التمويلات.. ورقة ترامب للضغط على الفلسطينيين لقبول «صفقة القرن»

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

يوما بعد يوم تسجل الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب رقما جديدا في سجلات الانحياز التام لصالح إسرائيل ضد الفلسطينيين من أجل ممارسة المزيد من الضغوط للموافقة على ما يسمى بصفقة القرن، والقبول بالخطة الأمريكية غير المنطقية للسلام.


وبعد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس المحتلة والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال جهزت واشنطن لورقة ضغط ثانية بوقف التمويلات عن السلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الأونروا.

القبول بالصفقة أو وقف التمويل
من أجل ممارسة المزيد من الضغط اشترط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السلطة الفلسطينية الموافقة على صفقة القرن، وقال ترامب- بحسب صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، في اتصال هاتفي مع رؤساء المنظمات اليهودية ليلة الاحتفال برأس السنة العبرية إنه سيكون بمقدوره الدفع بصفقة القرن، مضيفا أن الأموال والمساعدات مقابل القبول بصفقة القرن.

ضغط الفلسطينيين
وأضاف أن قرار قطع المساعدات يهدف للضغط على الفلسطينيين للموافقة على العودة لطاولة المفاوضات من جديد، وذلك بعد أن قرر الرئيس الفلسطيني رفضها بسبب الانحياز الواضح للإسرائيليين والبحث عن رعاة آخرين لعملية السلام.

وزعم الرئيس الأمريكي أن قراره بشأن نقل السفارة الأمريكية للقدس ساعد في التوصل لاتفاق سلام وجعل الجميع سعداء مدعيا أن فريقه برئاسة صهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنر حقق تقدما كبيرا بشأن الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية.

الأونروا
وكما فعلت في قضية القدس تجاهلت الإدارة الأمريكية في عهد ترامب التحذيرات الدولية كافة وقررت قطع كامل تمويلها المقدم إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، حيث تسعى واشنطن من أجل استخدام تلك الورقة لممارسة المزيد من الضغوط على الفلسطينيين، وذلك ما كشفته مصادر إسرائيلية عن أن الإدارة الأمريكية على وشك الإعلان عن تغيير سياستها بشأن الأونروا واللاجئين الفلسطينيين، وذلك بتحديد عدد اللاجئين الفلسطينيين بما يقارب نصف مليون أي نحو 10% من الرقم المسجل في وكالة الأمم المتحدة للاجئين.

أزمة خانقة
وتهدف الولايات المتحدة الأمريكية بقرار وقف مساعدات الأونروا لإحداث أزمة للاجئين، حيث نشأت منظمة الأونروا في العام 1949 وتوفر منذ ذلك الوقت خدمات تعليمية وصحية وغيرها للاجئين الفلسطينيين الذين يبلغ عدد المسجلين منهم الآن أكثر من 5 ملايين شخص في غزة والضفة الغربية والقدس والدول المجاورة.

ودخلت المنظمة بأزمة خانقة منذ أن قلصت الولايات المتحدة تمويلها للوكالة وبدأت تظهر التوترات في مناطق اللجوء خصوصًا قطاع غزة الذي يعيش غالب سكانه من اللاجئين على خدمات الوكالة.

مخاوف إسرائيل
الخطوة الأمريكية بتقليص المساعدات قد تنتج عنها آثار كارثية بوقف الأموال عن تلك المنظمة التي تخدم الملايين، وذلك ما حذرت منه إسرائيل أيضا.

وعلى الرغم من الترحيب السياسي داخل دولة الاحتلال من تلك الخطوة إلا أن الجانب العسكري الإسرائيلي كان له رأي آخر خشية تفجر الأوضاع نتيجة وقف التمويل، حيث أكد الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس جلعاد أنه عمل منذ العام 2000 ضد أي مساس بالأونروا ثم اجتهد من خلال علاقته مع السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن لإحباط أي مبادرات أو مشاريع قوانين في الكونجرس ضد الأونروا.
الجريدة الرسمية