رئيس التحرير
عصام كامل

خائن ترامب.. الاتهامات تطارد 4 مسئولين كبار في «المقال الأزمة»

 الرئيس الأمريكي
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن انزعاجه بسبب مقال لكاتب مجهول نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، أكد وجود خلافات وصراع داخل الإدارة الأمريكية.


وهذا المقال أثار غضب ترامب وطالب بالكشف عن هوية كاتبه وتسليمه بدافع الأمن القومي.

وكتب الرئيس الأمريكى، تغريدتين على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، كانت الأولى عبارة عن كلمة واحدة هي: "خيانة؟".

كما قال في الأخرى "هل كلمة المسؤولين الكبار موجودة حقا، أم أن نيويورك تايمز أخفقت باعتمادها على مصدر زائف آخر؟"

ووصفت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض المقال بأنه "مثير للشفقة ومتهور وأناني" وأدانت الصحيفة لأنها نشرته.

وقالت ساندرز: "صوت نحو 62 مليون شخص لصالح الرئيس دونالد ترامب في عام 2016". "لم يصوت أي منهم لمصدر مجهول في صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة."

سلوك الرئيس
وقال الكاتب المجهول في مقاله، إن مسئولين كبارا في إدارة ترامب، عبروا عن انزعاجهم الشديد من سلوك الرئيس "غير المنضبط" و"غير الأخلاقي" وإنهم يعملون بجد لإحباط ما يفعله الرئيس.

وجاء المقال بعنوان "أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب"، وأكد المسئول الذي كتبه أنهم في الإدارة الأمريكية ملتزمون بأجندة الحزب الجمهوري، ولم يتحاوروا مع الديمقراطيين المعارضين.

وكشف أيضا أن "كثيرا من كبار المسؤولين في حكومة ترامب يعملون بجد من الداخل لإحباط أجزاء من برنامجه ورغباته."

واعترف أنه واحد من هؤلاء المسؤولين ويعلم ما يدور بالداخل، وكتب "أنا أعرف جيدا، فأنا واحد منهم، ولأكون واضحا فمقاومتنا ليست المقاومة الاعتيادية التي يتبعها اليساريون، فنحن نريد أن تنجح الإدارة".

ووصف المسئول الرئاسة الأمريكية بأنها "ذات مسارين"، الأول هو ما يقوله وما يفعله ترامب والمسار الثاني هو ما يفعله مساعدوه عن وعي، على سبيل المثال فيما يتعلق بما وصفه بـ "تفضيل ترامب للحكام المستبدين والديكتاتوريين".

وقال الكاتب إن الموظفين عملوا بنشاط على عزل أنفسهم عن أسلوب القيادة "المتعجرف، المتناقض وغير الفعال" لترامب.

وأشار المسئول إلى أن "جذور المشكلة هي عدم أخلاقية الرئيس."

وأضاف: "لهذا السبب تعهد عديد من المعينين في إدارة ترامب ببذل كل ما في وسعهم للحفاظ على مؤسساتنا الديمقراطية في الوقت الذي أجهضوا فيه دوافع السيد ترامب المضللة حتى يخرج من منصبه".

4 أسماء
من جانبها نشرت مجلة "ويكلي ستاندرد" الأمريكية، أسماء أربعة مسؤولين محتملين وراء مقال نيويورك تايمز، الذي كشف أن هناك من يعمل من داخل البيت الأبيض لكبح جماح.

وتقول المجلة إن ثمة مؤشرات في المقال على أن الكاتب الذي وصفته إدارة ترامب بالجبان، هو من حركة المحافظين الذين ينتقدون ترامب بسبب عدم تقاربه معهم في ما يتعلق بـ"حرية العقول والأسواق والناس".

وأشارت إلى أن ثمة افتقارا في المقال إلى مناقشة أي قضية تتعلق بالشئون الدستورية والقانون أو الهجرة، مضيفة أن الكتابة كانت واضحة وصريحة ومألوفة في المقالات.

وفى ظل تجهيل كاتب المقال وإخفاء هويته، قالت " ويكلي ستاندرد" إن ترتيبهم على هذا النحو لا يعني ترجيح أحدهم على الآخر:

لاري كودلو
الرئيس الجديد للمجلس الاقتصادي القومي، الذي كافح منذ وصوله إلى البيت الأبيض من أجل تماهي أفكاره بشأن السوق الحرة والتجارة وقضايا أخرى مع رؤية إدارة ترامب.

وكمنتقد جمهوري تقليدي لترامب، يسرد كاتب مقال نيويورك العديد من التطورات الإيجابية للإدارة، بما فيها إزالة القيود وإصلاح نظام الضرائب وتعزيز الجيش.

وكودلو الذي خدم في إدارة رونالد ريجان، وكان مقربا من حركة المحافظين لعقود، يرى أن أهداف سياسة حقبة ريغان هي التي تستحق الثناء.

وتلفت المجلة إلى أن ثمة تشابها بين لغة مقال نيويورك تايمز وكتابات كودلو السابقة، مشيرة إلى أن المقال ذكر أن "جذور المشكلة هي أخلاقيات الرئيس"، وهذا يشبه ما كتبه كودلو عام 1998 في كتابه "إذا التزمنا بما نسميه المبادئ، وهي الأخلاق... فإن هذا البلد لن يتوقف".

كيفين هاسيت
رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، وجاء -شأنه في ذلك شأن كودلو- من عالم السياسة الإعلامية المحافظة، وعمل في معهد إنتربرايز الأمريكى لعقدين من الزمان حيث كان يركز على السياسة المالية قبل مجيئه العام الماضي إلى البيت الأبيض.

وهاسيت الشخصية الأخرى التي يمكن أن تركز على القضايا التقليدية، مثل تخفيف القوانين والإصلاح الضريبي وقوة الجيش.

وتشير المجلة إلى أن هاسيت لديه أيضا خلفية عن كتابة المقالات، حيث دأب على الكتابة لصالح "ناشيونال ريفيو أونلاين"، ولوسائل إعلامية أخرى.

كما أن مقال نيويورك تايمز اختتم بإشادة بالراحل جون ماكين الذي عمل لديه هاسيت مستشارا في حملته الانتخابية للرئاسة.

دان كوتس
كوتس رجل الدولة الأقدم في ولاية إنديانا والذي يعمل مديرا للمخابرات الوطنية، يقترب من نهاية مشواره السياسي والعمل في القطاع الحكومي، وليس لديه الكثير كي يخسره إذا ما كتب مقالا وطرد من عمله.

كما أن كوتس ربما وجد في نفسه الشجاعة للحديث، ولا سيما عقب الطريقة غير المعهودة التي انتقد فيها ترامب المجتمع المخابراتي بعد قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

مايك بومبيو
تتساءل المجلة عما إذا كان بومبيو -الذي يعد من أكثر المقربين إلى ترامب ولاعبه الأساسي في ملف كوريا الشمالية- قد كتب هذا الانتقاد اللاذع لترامب.

ولكنها تقول إن بومبيو ربما كان غاضبا من اعتقاد ترامب وأنصاره أن ثمة "دولة عميقة" تعمل ضد الرئيس، مشيرة إلى أن التصحيح للمقاومة الداخلية لترامب -كما وضحها الكاتب المجهول- هو "عمل الدولة الثابتة".

وفي ردها على سؤال المجلة، أكدت وزارة الخارجية أن بومبيو ليس هو كاتب المقال.
الجريدة الرسمية