رئيس التحرير
عصام كامل

«بعبع الاقتصاد».. التضخم يفترس ماليات الشعوب (صور)

فيتو

منذ قديم الأزل، والتضخم هو "البعبع" الذي يطارد اقتصاديات الشعوب ويتسبب لها في أزمات طاحنة حتى أن تركيا شهدت خلال الآونة الأخيرة أزمة متنامية بعملتها المحلية تسببت في ارتفاع التضخم وانخفاض قيمة العملة، كما لجأت فنزويلا مؤخرًا إلى طرح عملة جديدة لتحل محل عملتها الأصلية بعد أن عانت من تضخم خطير في الأسعار أفسد قيمة عملتها.


بولندا
وأصبحت بولندا مستقلة في عام 1918 خاضت بعدها حربا ضد روسيا، دون أن تكون مالكة لمصدر دخل قابل للتطبيق فبدأت الحكومة بطباعة الأموال لتمويل الحرب.
طبعت الحكومة الكثير من الأموال حتى أصبحت عملتها غير مستقرة وتحطمت في عام 1923، وفي نهاية 31 مايو 1923 كان الدولار يعادل 52.875 عملة بولندية.
وتسبب ارتفاع التضخم في إغلاق الصناعات لأن معظم المواطنين لا يستطيعون تحمل تكاليف سلعهم، وأصدرت الحكومة 50 مليون من العملة مما تسبب في زيادة الأزمة.

الصين
شهدت الصين تضخما كبيرا في الفترة بين 1937 إلى 1949 نتيجة لأموال طبعتها الحكومة لتمويل الحروب والتي تضمنت الحرب الصينية اليابانية الثانية والحرب الأهلية الصينية التي تلت ذلك.
في عام 1937 كان الدولار يساوي 3.41 يوان، وفي عام 1945 كان يساوي 1.222 يوان، وفي عام 1949 كان بقيمة 23.3 يوان.
قبل التضخم، كانت البنوك الفردية مسئولة عن إصدار أموالهم الخاصة في عام 1927، وصل الحزب القومي الصيني إلى السلطة وبدأ تمويل ميزانيته من خلال اقتراض الأموال من هذه البنوك، ورفضت البنوك في وقت لاحق إقراض الحكومة المزيد من المال بسبب مخاوف عدم سدادها، فردت الحكومة بإنشاء بنك الصين المركزي لإصدار سندات للبنوك مقابل المال.

وفي عام 1931 فقدت السندات نصف قيمتها وعندما رفضت البنوك شراء المزيد من السندات أصدرت الحكومة قانونًا يطالب البنوك بشراء السندات بنسبة 25٪ من ودائعها ولكنها رفضت فاضطر بنك الصين لبيع السندات في حوزته بخسارة.

اليونان
كان التضخم اليوناني في الفترة من 1941 إلى 1944 نتيجة للاحتلال الألماني والإيطالي للدولة خلال الحرب العالمية الثانية.
وبدأت العملة اليونانية في الانخفاض عندما هاجمت ألمانيا في أبريل 1941 فبدأ التجار في تخزين السلع والمطالبة بالبيع مقابل الذهب.
فأصبحت مخاوفهم حقيقية عندما فازت ألمانيا واحتلت اليونان مما أدى إلى مزيد من انخفاض قيمة العملة واستخدمت ألمانيا وإيطاليا أموال اليونان لشراء منتجات من التجار اليونانيين وتمويل حملة شمال أفريقيا.
وعندما استنفد المال، أمروا بنك اليونان فقط بطباعة المزيد سرعان ما أصبحت العملة عديمة القيمة حيث كان هناك الكثير منها تحت التداول، مما أدى إلى التضخم.

الجريدة الرسمية