رئيس التحرير
عصام كامل

دعوات للتهدئة في البصرة بعد احتجاجات دامية بالعراق

فيتو

دعا ممثل الأمم المتحدة في العراق إلى "تهدئة" الأوضاع في البصرة بجنوب العراق غداة يوم من الاحتجاجات الأكثر دموية قتل خلاله ستة أشخاص بينما تؤكد السلطات اتخاذ إجراءات لمعالجة الأزمة التي تضرب هذه المحافظة الغنية بالنفط.

بدت صباح اليوم الأربعاء الخامس، شوارع مدينة البصرة إحدى أكثر مدن العراق كثافة سكانية، خالية من المارة وأغلقت أبواب عدد كبير من المحال التجارية وانتشرت في شوارعها إطارات سيارات محترقة. انطلقت احتجاجات مطلع يوليو في المدينة للمطالبة بتحسين الخدمات العامة والبنى التحتية ومعالجة البطالة.

واحتشد الآلاف مساء أمس الثلاثاء حول مقر المحافظة، وسط مدينة البصرة، وقام بعضهم برشق المبنى بقنابل حارقة ومفرقعات وردت الشرطة بقنابل مسيلة للدموع وإطلاق نار، وفقا لمراسلي وكالة فرانس برس.

واليوم بدت آثار حرائق على مبنى محافظة البصرة الموقع الرئيسي للتظاهرات نتيجة إلقاء قنابل حارقة ومفرقعات ألقاها متظاهرون واصلوا احتجاجاتهم حتى ساعة متأخرة من الليل.

وقال رئيس المجلس الحكومي لحقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي إن تلك الاحتجاجات خلّفت "ستة قتلى وأكثر من عشرين جريحا من المتظاهرين" متهما قوات الأمن "بفتح النار مباشرة على المتظاهرين". فيما أكدت مصادر أمنية في البصرة، حصيلة الضحايا.

من جهته، أعلن قائد عمليات محافظة البصرة الفريق الركن جميل الشمري خلال مؤتمر صحافي اليوم "إصابة ثلاثين من عناصر الأمن بجروح جراء قنابل يدوية ألقاها متظاهرون على مبنى المحافظة".

وقام متظاهرون خلال الليلة الماضية، بحرق إطارات لقطع شوارع في مناطق متفرقة من المحافظة التي تعاني أزمة صحية متفاقمة بسبب تلوث المياه أدت لوقوع أكثر من 20 ألف حالة تسمم، وفق مصادر طبية.

دوليا، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش اليوم "السلطات إلى تجنب الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة".

وأصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي قبل الإعلان عن مقتل ستة متظاهرين، الثلاثاء أمرًا "بعدم إطلاق أي ذخيرة حية سواء باتجاه المتظاهرين أو في الجو".

بدوره، شجب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات التشريعية والذي يسعى مع العبادي لتشكيل الحكومة المقبلة في تغريدة على موقع تويتر أعمال العنف متهما "بعض المدسوسين في القوات الأمنية" بالتعدي على المتظاهرين.


وعقد العبادي لقاء مع عدد من أعضاء مجلس المحافظة، مؤكدا اتخاذ التدابير لمعالجة تلوث المياه في البصرة، دون الكشف عن تفاصيل أكثر.

وأعلنت الحكومة في يوليو، عن خطة طوارئ وتخصيص مليارات الدولارات لتحسين أوضاع مناطق جنوب العراق، لكن المتظاهرين يشعرون بقلق من عدم وفاء الحكومة بالوعود التي قطعتها، ما يدفع إلى تواصل الاحتجاجات خصوصا مع تواصل الأزمة التي تعيشها البصرة.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية