رئيس التحرير
عصام كامل

وزراء ضد الرئيس!


تنفذ حكومتنا الرشيدة تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي على طريقتها الخاصة.. كلف الرئيس الحكومة خلال أكثر من اجتماع لمجلس الوزراء بالتخفيف عن كاهل المواطنين وحفظ كرامتهم بالرد السريع على مشاكلهم، واتخاذ إجراءات فورية لحلها.. وبادر السيد رئيس حكومتنا الرشيدة بالتصريح بأن كل وزارة تخصص أرقاما تليفونية خاصة للرد على مشكلات المواطنين وأن هناك إدارة على مستوى مجلس الوزراء تتولى تلك المهام.


وتسابق الوزراء في الإدلاء بتصريحات عبر وسائل الإعلام بأن توصيات الرئيس تم تنفيذها فورا على طريقة من سبقوهم في سنوات سابقة وحكموا شعار «أحلام الرئيس أوامر».

والحق يقال إن الوزارات نفذت التعليمات وخصصت أرقاما تليفونية، وأسندت مهمة الرد على الشكاوى إلى أشخاص يجيدون الاستماع إلى الشاكي.. والرد عليه بأسلوب مهذب.. والوعد بحل المشكلة سريعا.

وبالطبع تتعدد اتصالات أصحاب الشكاوى يوميا.. ولا شيء ينفذ.. الموظف المؤدب يرد بأن الشكوى لم تحل.. ويطلب من الشاكي التواصل معه على طريقة البيروقراطية المصرية «فوت علينا بكره» لا شيء تغير!

ويصرخ أصحاب الشكاوى يوميا في معظم البرامج الحوارية بأن تكليفات الرئيس لا يلتزم بها الوزراء وحولها إلى مجرد «شكل» بلا مضمون. وكنت أتابع تلك الصرخات وأقارن بينها وبينى من تصريحات وردية في برامج تليفزيونية عديدة دون أن تبين الحقيقة، حتى واجهت مشكلة لم أكن أعجز عن حلها بالاتصال الشخصي بالوزير والمسئولة.. ولكني أردت أن أصل بالتجربة إلى نهايتها.

توجهت يوم ١٦ أغسطس الماضي إلى أحد مكاتب بريد مدينة نصر للحصول على المعاش وانتظرت كغيري من أصحاب المعاشات ساعتين بسبب انقطاع الاتصال وعندما جاء دوري أبلغني الموظف بأنه ليس لدى رصيد، علما بأنني لم أحصل على كامل المعاش في يونيو إنما على مبلغ تحدده ماكينة الصرف.. ولا على معاش يوليو، نصحني الموظف بالاتصال بالرقم الساخن وبالفعل جاء الرد بمنتهى الأدب سأل عن كافة البيانات وأبلغني أنه أرسل الشكوى والرد يتطلب ثلاثة أيام.. وللأسف سيأتي بعدها إجازة العيد، وتمنى الموظف المهذب أن أجد حلا عقب الإجازة.

وسارعت عقب الإجازة بالاتصال وجاء اعتذار الموظف المهذب بأنه لم يتلق أي رد وأنه صعد الآن الشكوى إلى المسئولين، وعلى أن أواصل الاتصال حتى يأتي الرد.

وكان آخر اتصال يومي الخميس ٣١ أغسطس وعلي أن أتوقف يومي الجمعة والسبت لأن الإدارة في إجازة والانتظار بعدها ثلاثة أيام لانتظار الرد الذي قد يأتي وقد لا يأتي وبعد ذلك يتساءل البعض لماذا يغضب المصريون ويشعرون بأن حكومة الحجر تتجاهل هموم البشر.

إن حالة الغضب المكتوم في الشارع المصري تنتج عن تلك السياسة الخرقاء التي تغلب الاهتمام بالحجز الذي لم يصمد أمام تجاهل هموم البشر.

أي مبرر يمكن تفسيره لوقف معاش لا يزيد على جنيهات محدودة لا تكفي الحاجات الأساسية لأصحاب المعاشات وهم في هذه السن المتأخرة لا يوجد مبرر واحد لقساة القلوب الذين تمرسوا على إهانة المصريين.. سيادة الرئيس.. هؤلاء الوزراء يفشلون مشروعك!!
الجريدة الرسمية