ليست بلد أبوك يا ترامب!
في اللحظة الأخيرة استطاع ترامب أن يغير موضوع مقالنا اليوم.. كنا نؤمن أن موضوعات مقالات الإجازة تختلف قليلا عن مقالات طول العام.. يحتاج القارئ كما نحتاج إلى شحنات إيجابية بعيدا عن توتر دام طويلا في سنة ماضية.. وسنرجع إليه بعد فاصل قصير.. إلا أن ترامب يأبى ذلك ويقول على حسابه الشخصي بتويتر ما يستفز أي أعصاب حيث يحذر سوريا من الهجوم على إدلب! ويصف الدعم الروسي الإيراني لسوريا في تحرير إدلب أنها "حماقة ضد الإنسانية"!
بالطبع آخر من يتحدث عن الإنسانية هو ترامب نفسه الذي ألغي قبل ساعات حصة الولايات المتحدة في وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين.. ليستكمل - لمن لم يفهم حتى الآن ما نقوله منذ سنوات- إخراج الولايات المتحدة تماما من رعاية أي شيء يخص الصراع العربي الإسرائيلي..
وآخر من يتحدث عن الإنسانية هو..
أي رئيس لأمريكا صاحبة أكبر سجل في جرائم ارتكبت ضد الإنسانية من هيروشيما ونجازاكي إلى فيتنام إلى العراق إلى سوريا نفسها وقبلها الصومال، وقبل كل ذلك مذابح الهنود الحمر ومعها جرائم نقل الزنوج كخدم للبيض في الولايات المتحدة ذاتها!
إدلب شأن سوري خالص وليست بلد ترامب ولا السيد والد السيد ترامب.. وباب التوبة وتسليم السلاح هو أكبر الأبواب المفتوحة في سوريا.. بل إن بعض التائبين يشاركون اليوم في الاستعداد لتحرير إدلب من الإرهابيين المجرمين، وربما يفعلون ذلك تكفيرا منهم على جرائم ارتكبوها!
المعركة في سوريا هي استكمال للمعركة في سيناء والعكس بالعكس.. هي معركة واحدة في سبيل صمود أمه بكاملها ضد مؤامرة حيكت ضدها.. وآن الأوان أن يلحق الصمود في سوريا بالنصر الساحق في مصر، وأن يتحول نصف النصر في تونس إلى نصر كامل وساحق.. ليس لترتاح أمتنا وشعبها.. إنما إلى مقاومة جديدة لمؤامرة أخرى !
هكذا كتب عليها.. وهكذا أرادوا لها.. ولهم!