رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«الكونفيدرالية الأردنية الفلسطينية».. قصة مخطط ينهي حلم الدولة

فيتو

"كونفيدرالية فلسطينية أردنية".. مصطلح تناولته الصحف ووكالات الأنباء العالمية منذ صباح اليوم الإثنين وهو المقترح الأمريكي الذي عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤخرا، بإقامة كونفيدرالية بين الضفة الغربية والأردن، ولكن هذه الفكرة تعود لمنتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وتشكل نهاية حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.


فكرة إسرائيلية
المقترح الذي تداولته الصحف الإسرائيلية جاء عبر رئيس منظمة السلام الآن -غير الحكومية- الإسرائيلية وعضو في الكنيست الإسرائيلي، حيث أشارت وكالة معا الفلسطينية إلى أن الفكرة من الأساس إسرائيلية وقدمتها الإدارة الأمريكية كمقترح للرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وينص المقترح الذي عرض على الرئيس الفلسطيني ونشرته صحيفة هاآرتس العبرية، أن تكون الضفة الغربية "بدون القدس" تحت الرعاية الأمنية الأردنية التي ستحمي حدود الكونفيدرالية الأردنية - الفلسطينية مع إسرائيل على أن تعلن إسرائيل ضم القدس الشرقية والمستوطنات إليها ودون معرفة مصير غور الأردن إن كان سيبقى تحت السيطرة الإسرائيلية أم سيكون خاضعا للكونفيدرالية المقترحة.

أما قطاع غزة فلن يكون جزءا من الكونفيدرالية رغم أن كافة الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، تعتبر غزة والضفة "وحدة جغرافية واحدة.

ومن غير الواضح بحسب التقرير العبري إن كانت الضفة الغربية ستحصل على اعتراف إسرائيلي أول، ومن ثم سيعلن عن قيام كونفيدرالية كشأن أردني - فلسطيني أم أنه سيتم التوقيع على الاتفاق الكونفيدرالي بين القيادة في الضفة الغربية وبين الحكومة الأردنية دون الاعتراف بدولة فلسطين، كما أنه لم يوضح المقترح الإسرائيلي إن كان سيتم إقامة برلمان وإقرار دستور مشتركين.

تفاصيل المحادثات
وبما أن المقترح مقدم من الإدارة الأمريكية، نشرت شبكة سي إن إن الأمريكية تفاصيل تكشف حديث الرئيس الفلسطيني عن هذا المقترح، حيث قال شاكيد موراج المدير التنفيذي لمنظمة السلام الآن وموسي راز -وهو مشرع من حزب ميريتس اليساري الإسرائيلي- لشبكة سي إن إن، إن عباس قد ذكر الاقتراح الأمريكي معهما وعدد من الآخرين في اجتماع شهدته مدينة رام الله أمس الأحد.

وقال عباس خلال الاجتماع إن الاقتراح جاء قبل عدة أشهر من قبل مبعوث الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات، وهما من كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية العاملين في الملف الإسرائيلي الفلسطيني.

اتحاد ثلاثي
وذكر عباس أنه يمكن أن يدعم مثل هذا الاتحاد إذا كان يشمل أيضا إسرائيل، كما قال موراج وراز مضيفا: "أخبرنا عباس أن كوشنر وجرينبلات يطرحان سؤالًا حول كونفدرالية محتملة بين فلسطين والأردن"، موضحا أن رده عليهم كان فقط إذا كان اتحادًا ثلاثيًا يشمل إسرائيل.

حل الدولتين
وأراد عباس أن يظهر التزامه بالتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل – بحسب الشبكة الأمريكية، لكنه ظل يذكر الجميع بأنه لا يزال ملتزما بحل الدولتين.

لم يؤكد جايسون جرينبلات تفاصيل أو مناقشات مع الرئيس عباس أبو مازن، لكنه قال إن عملية صياغة مقترحات السلام مستمرة.

وقال جرينبلات في بيان: "خلال الأشهر التسعة عشر الماضية قمنا بالتحقيق مع جميع الأطراف المعنية حول العديد من الأفكار والإمكانات وستعكس الخطة عند إصدارها أفكارًا نعتقد أنها واقعية وعادلة وقابلة للتنفيذ من شأنها تعزيز حياة الأشخاص للشعب الإسرائيلي والفلسطينى، ولن نناقش أي أفكار محددة أو محادثات خاصة قد تكون أو لا تكون موجودة مع قادة في المنطقة".

الجلوس مع نتنياهو
وخلال الاجتماع قال عباس أيضًا بحسب موراج وبحسب مسئول حركة السلام الآن إنه على استعداد للجلوس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أي وقت لمناقشة النزاع والبحث عن حل لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي غير راغب في ذلك.

اتصالات مشتركة
واستطرد مواج بأن عباس قال لهم إنه على الرغم من التوترات مع إدارة ترامب فإن السلطة الفلسطينية على اتصال دائم مع منظمات أمنية مختلفة، بما في ذلك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من أجل الحفاظ على الأمن ومحاربة الإرهاب.

الحفاظ على التعاون الأمني
وأضاف المسئول بحزب ميرتس الإسرائيلي أن الرئيس الفلسطيني أصدر تعليماته لكبار مسئولي الأمن بمقابلة نظرائهم الإسرائيليين يوميًا للحفاظ على التعاون الأمني بين الجانبين.

الفكرة على جدول الأعمال
فيما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية قول الناطق باسم السلطة الوطنية الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن "فكرة الكونفيدرالية موجودة على جدول أعمال القيادة الفلسطينية منذ العام 1984 وموقف القيادة منذ ذلك الحين وإلى الآن يؤكد أن حل الدولتين هو المدخل للعلاقة الخاصة مع الأردن، مضيفا أن "قرار الكونفيدرالية يقرره الشعبان".
Advertisements
الجريدة الرسمية