سري للغاية.. وثيقة تكشف المتورط في اغتيال النقراشي باشا (صور)
نشر موقع «العين» الإماراتي، سلسلة من البرقيات السرية التي أرسلها دبلوماسيون بالسفارة البريطانية في القاهرة، إلى حكومة بلادهم عن سير الأوضاع بمصر خلال فترة الأربعينيات من القرن الماضي والتي اختصت بملف جماعة الإخوان.
اغتيال النقراشي
وكشفت إحدى البرقيات التي نشرها الموقع الإماراتي أن رئيس الوزراء الأسبق محمود فهمي النقراشي أبلغ أحد المقربين منه بأنه يتوقع أن يتم اغتياله على يد جماعة الإخوان الإرهابية بعد أن قام بحلها.
وكتب ج. جينكينز - المسئول الأمني بالسفارة - في برقية موجهة من السفارة البريطانية في القاهرة إلى بلاده في 6 يناير 1949 عن تفاصيل محادثة له مع مقرب من النقراشي- لم يكشف عن اسمه لكنه سماه برمز "ترومبون" واستهلها بعبارة سري للغاية.
وقال جينكينز إن ترومبون تحدث عن أن النقراشي أخبره بأن قراره حل جماعة الإخوان قد يتسبب في موته وإنه يعي بشكل كامل المسئولية التي يتخذها في إعلانه أن الإخوان "كيان غير قانوني".
وفي برقية أخرى نشرها موقع العين الإماراتي الإخباري لفت جينكينز إلى أن ترومبون أخبرني بأن الشرطة منشغلة للغاية بشكل عام هذه الأيام في ظل كشفها المتواصل عن خلايا الإخوان".
وأضاف أن هناك تقارير بأنه تم رصد 8 أشخاص وهم يلتقطون رسومات لوكالة السودان في القاهرة ويراقبون الناس وهم يدخلون ويغادرون الوكالة وقد تم وضع محققين خاصين في مقهى على ناصية الشارع المواجه لوكالة السودان ومن المتوقع أن تحدث عمليات اعتقال قريبا.
وتابع جينكينز: سألت ترومبون عن عدد الأشخاص الذين يتم اعتقالهم حاليا بصفتهم أعضاء بالإخوان ورد بأن هناك 47 شخصا في القاهرة و26 في منطقة القناة لقد سألني إذا ما كنت مهتما بالحصول على قائمة بأسماء الأشخاص المحتجزين وأنا قلت إنه إذا ما كان بالإمكان تدبيرها فإنني سأكون ممتنا للغاية ووعدني بتزويدي بها لاحقا".
واستطرد قائلا: "لقد قال إنه يشعر بأن الشرطة تخطط لشيء كبير جدا في محاولة لسحق الإخوان وأنهم يدركون بشكل كامل خطر وجود جماعة كهذه في البلد".
مخطط الإخوان
وكشفت البرقية السرية عن ملاحقة أجهزة الأمن المصرية حينها لعناصر جماعة الإخوان في منطقة القناة بعد الكشف عن مخططات لتنفيذ أعمال تخريبية في المنطقة بما في ذلك عمليات اغتيال.
وكتب جينكينز: "ذكر ترومبون أنه منذ أن أخطرني في بداية ديسمبر الماضي باحتمال وقوع أعمال تخريب في منطقة القناة، برز دليل آخر وهو العثور في منازل أعضاء من جماعة الإخوان في منطقة القناة على أدلة موثقة تثبت أن أعضاء في الإخوان كانوا على اتصال وثيق مع متعاقدين معينين في تلك المنطقة وأنهم حصلوا على خطط مفصلة لمخيمات ومنازل وغيرها بما فيها تلك العائدة لقائد الأركان ومسئولين آخرين بالبحرية وسلاح الجو الملكي وأنهم ينوون شن حملة واسعة في منطقة القناة.
وتلفت البرقية السرية إلى معضلة رفض حزب الوفد آنذاك الانضمام إلى حكومة إبراهيم عبد الهادي باشا التي شكلها في 28 ديسمبر 1948، في ذات يوم اغتيال النقراشي.
وكتب جينكينز: "قال ترومبون إن إبراهيم عبد الهادي باشا حاول إقناع أعضاء من حزب الوفد بالانضمام إلى الحكومة إلا أنه لم ينجح في ذلك حتى الآن لأنهم كانوا كما العادة يضعون شروطا مسبقة يصعب جدا تحقيقها طالبوا بضم 5 من الوفديين إلى الحكومة اثنين منهم بحقائب وزارية وثلاثة بدون وأيضا بإغلاق البرلمان".
وأضاف نقلا عن المسئول المصري الذي لم يذكر اسمه: أنه شعر شخصيا بأنه لو شارك الوفد فقط في الحكومة الحالية ستصبح المفاوضات مع بريطانيا العظمى أسهل نظرا لأن الحكومة ستكون مشكلة من كل أحزاب الحكومة.