رئيس التحرير
عصام كامل

«الملاك Vs العميل».. سيناريست مصري يواجه ادعاءات إسرائيل عن أشرف مروان بـ«فيلم تحت التجهيز»

فيتو

منذ أن لقي حتفه بالسقوط من شرفة منزله في لندن قرب ساحة بيكاديلي يوم 27 يونيو عام 2007، بدأت الأحاديث تتناول دوره في السنوات التي سبقت حرب أكتوبر عام 1973، تارة هو مصري شريف مؤيد للقضية المصرية والعربية، وتارة أخرى هو جاسوس إسرائيلي تم تجنيده للعمل لصالح استخبارات العدو الصهيوني، وعلى الرغم من مرور نحو عشر سنوات على وفاته فإن تلك الحادثة ظلت غامضة حتى يومنا هذا، فضلا عن حياته التي يشوبها الكثير من التساؤلات، نتحدث هنا عن «أشرف مروان»، واحد من أهم رموز عالم الجاسوسية في العصر الحديث.




أثار موته المفاجئ والغامض العديد من التساؤلات التي ظلت تُطرح بعد وفاته لأعوام متتالية، ولد أشرف مروان عام 1944، لأب كان ضابطا بالجيش، وحصل على بكالوريوس العلوم في عام 1965، عمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم مساعدا لجمال عبد الناصر، وصهرًا له، وفي عام 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات، وتولى رئاسة الهيئة العربية للتصنيع (1974 – 1979)، ومن ثم توجه إلى بريطانيا وعاش فيها حتى يوم وفاته، إلا أنه عاد مرة أخرى تحت الأضواء عقب إعلان طرح فيلم "الملاك" الذي يروي قصة حياته في السينما العالمية.



قبل عام بالتمام والكمال بالتحديد في يوليو عام 2017، أعلنت شركة البث نتفيلكس شراءها حقوق عرض فيلم إسرئيلي عن أشرف مروان، يحمل اسم "الملاك" لكاتبه الإسرائيلي يوري بار جوزيف صاحب كتاب "الملاك - الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل" الصادر عام 2010.



ومن المقرر أن يشارك في بطولته الممثل الهولندي من أصول تونسية مروان كنزاي، الذي يُجسد دور أشرف مروان، والممثل الإسرائيلي ساسون جاباي الذي يلعب دور الرئيس الراحل أنور السادات، والممثل الأمريكي من أصول فلسطينية وليد زعيتر الذي يجسد دور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

لم تمر سوى أيام حتى أعلن في القاهرة عن موافقة الرقابة السينمائية على المعالجة الفنية الخاصة بفيلم "العميل" كتابة الصحفي والسيناريست هاني سامي، الذي اعتبره البعض ردًا على فيلم الملاك ومقارعة له بعمل فني يواجه مغالطات الجانب الصهيوني.

"فيتو" حاورت السيناريست هاني سامي لمعرفة كواليس كتابة الفيلم والموافقة عليه، والوثائق التي اعتمد عليها في كتابته.



"الفكرة جاءت من متابعتي قضية أشرف مروان منذ عام 2002 عندما صدر كتاب "الصهر" لكاتب إسرائيلي، الذي لم يذكر اسم أشرف مروان صراحة لكنه أكد في أكثر من لقاء أنه هو المقصود"، يقول هاني سامي الصحفي والسيناريست. 

النص الخاص بفيلم "العميل" لم يكتمل بعد لكن تم عرض ملخص للرقابة لأخذ موافقة عليه أولا، إذ يقول هاني: "الكتابة لم تأخذ وقتا طويلا لكن الرقابة هي من تأخرت عليَّ في الرد لفترة دامت عامين".


لم يكن تأخر أو رفض الرقابة للمعالجة الفنية لفيلم "العميل" الرفض الأول الذي تعرض له، إذ رفضت الرقابة قبله عملين فنيين أحدهما يتحدث عن سيرة الشيخ عبد الحميد كشك، وآخر يروي قصة الزواج والعلاقات العاطفية بين رجل مسيحي وامرأة مسلمة، وعند ذهابي إلى الرقابة كنت أتوقع رفض العمل أيضا، إلا أنني فوجئت بالموافقة، إلا أن العمل لم يتم الموافقة عليه بشكل كامل إذ ينتظر موافقة أسرة أشرف مروان للتصديق على إجازة عرضه.

الحياة الغامضة التي عاشها أشرف مروان لم تُسهل من عملية البحث والتدقيق في تاريخه السياسي والأمني، ولم يجد هاني سامي سبيلا سوى الاعتماد على وثائق وكتابات متناثرة هنا وهناك: "اعتمدت على عدة كتب على شاكلة الملاك، والصهر التي كتبها مجموعة من الكتاب الإسرائيليين، فضلا عن عدد من مقالات الكاتب الصحفي عادل حمودة، وكذلك كتاب مبارك وزمانه للصحفي الكاتب محمد حسنين هيكل"، أما عن الشهادات فكان للواء عبد السلام محجوب جزء فيها، خاصة أن الأخير أعلن أنه كان مسئولا على تدريب أشرف مروان للتجسس لصالح مصر، وكذا مذكرات رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية إيلي زعيرا".

يقول "هاني سامي" إنه تواصل مع أسرة الراحل أشرف مروان وعرض عليهم الأمر بشكل كامل إلا أنه لم يجد منهم أي إجابة واضحة، لذلك اعتمد على مصادر متفرقة.

أما عن قصة الفيلم يحكي مُؤلفه: "العمل يحكي قصة محقق صحفي يبحث عن إجابة لسؤال مثير للجدل قبل وفاة أشرف مروان لما طرحه الإعلام العالمي أنه عميل مزدوج، وخلال رحلة بحث مثيرة جدا يتعرف على جوانب كثيرة من حياة أشرف مروان وعلى رأسها أنه كان رجلا وطنيا محبا وعاشقا لتراب وطنه".

بعد الموافقة على المعالجة الفنية للفيلم، تواصلت عدد من الشركات والمنتجين بالسيناريست هاني سامي للعمل معه على الفيلم، إلا أن الأخير لم يحسم أمره، خاصة أن هناك اقتراحا بتحويل الفيلم إلى عمل تليفزيوني يحتوي على معلومات أكثر وفرة ويصل إلى جمهور أكثر بكثير من جمهور السينما، خاصة أن فيلم الملاك أخذ ضجة عالمية كبيرة وعلى الجانب المصري أن يدلوا بدلوه في تلك القصة.. يقول سامي.

يملك هاني سامي وجهة نظر مبدئية حول أبطال فيلمه: "أعتقد أن الممثل محمد رمضان حال موافقته سيكون مهما جدا في الدعاية للفيلم، وكذلك الممثل أحمد السقا، إلا أن الأمر لم يحسم بعد ونحن في طور المناقشات بين جميع الأطراف".

الجميع ينتظر عرض فيلم الملاك وكيف يمكن أن ينقل الكيان الصهيوني صورة أشرف مروان وكيف سيكون رد الجانب المصري عليه.
الجريدة الرسمية