رئيس التحرير
عصام كامل

«واشنطن بوست».. الراعي الرسمي للإخوان في أمريكا.. الجريدة المقربة من الجماعة تُمهد لعودتها بعد تعقد موقف ترامب.. تفتح صفحاتها لجمال خاشقجي لتلميع صورة التنظيم.. وباحث: «المال» خلف

سامح عيد و انور قرقاش
سامح عيد و انور قرقاش

ما سر العلاقة التي تجمع الإخوان حتى الآن بالإعلام في الغرب ؟.. يوما بعد الآخر تتكشف الكثير من الحقائق، يزال الغبار عن دفع جماعة الإخوان الإرهابية، الغالي والنفيس لشراء مساحات نشر، والزج بكتابها المقربين لاحتلال الصحف، وبشكل خاص «واشنطن بوست».


كانت واشنطن بوست دائما في خدمة الجماعة، هي المدافع الأشرس عنها، وعن سياستها وأهدافها، ودائما ما تفتح الباب لجميع من يقف على صلة قريبة منها، ومؤخرا ومع تعقد موقف ترامب، أصبحت تكثف الحديث عن ديمقراطية الجماعة، لذا تبارت العديد من الأجهزة الدبلوماسية العربية في مهاجمتها واتهامها بدعم الإخوان على حساب الحقيقة.

الخارجية المصرية تنتصر

قبل عامين، لقنتها الخارجية المصرية، درسا لن تنساه، ردا على مقال نشرته الصحيفة بتاريخ 7 مارس، 2016، بعنوان «هل الإخوان جماعة إرهابية أم حائط أمام التطرف العنيف»، وكان واضحا من طيات المقال، أنه يتعامل مع الأحداث بشكل دعائي، لتوظيف الخبرات السياسية والأكاديمية لبعض الباحثين في الغرب، الذين يتم دفع لهم أموال طائلة لإنكار التاريخ الدموي للجماعة.

هاجمت الخارجية توجه الصحيفة لتزكية الجماعة وتبرئتها، في وقت كان الإرهاب ينجح في اغتيال المستشار هشام بركات، النائب العام المصري، وقالت الوزارة بلغة حاسمة إن ما قالته الصحيفة عن أن الإخوان هم الحائط في مواجهة التطرف والإرهاب، ادعاء سخيف بالنظر إلى الفروع المتعددة التي انبثقت عن الجماعة الإرهابية التي تشكل القوام الرئيسي للجماعات الإرهابية في الوقت الحالي، متضمنة القاعدة وفروعها، التي تعتمد في إرهابها بشكل أساسي على مفكري الجماعة أمثال سيد قطب".

كان المقال «مدفوع الأجر»، يوضح كيف تريد الصحيفة افتعال صراع بين الإخوان والجماعات الإرهابية الأخرى مثل القاعدة، حتى تدلل على الاختلاف بينهم، ولجأت لحيلة ساذجة لتمرير رغباتها، واستشهدت بالصراع الدائر، بين كل من جبهة النصرة وداعش، مع أن كل منهما جماعة إرهابية لا تقل دموية عن الأخرى.

ولم تكن الخارجية المصرية وحدها هي التي كشفت ألاعيب واشنطن بوست، بل جاء رد الدبلوماسية الصارم، بعد ساعات من نشر الصحيفة مقالا لجمال خاشقجي، يسوق فيه الإخوان باعتبارها جماعة ديمقراطية، وهاجمت المقال مؤكدة أن الجماعة لا تجيد إلا العنف، وإلا كيف يفسر العالم ارتباط كبار الإرهابيين بفكر الجماعة في سيرتهم ونشأتهم ودفاع هؤلاء عنها حتى اليوم.

الإمارات في الصورة

الرد المزلزل جاء على لسان وزير الدولة الإماراتية للشئون الخارجية أنور قرقاش، في تغريدات له عبر حسابه الشخصي بموقع «تويتر»، ولم يقف عند تفنيد مقال خاشقجي، إنما بحث في أصل انتماء الإخوان وولائهم لأوطانهم، واعتبر ما حدث في المنطقة، كاشفا للولاء الحقيقي للجماعة ورموزها للأوطان التي أرادوا حرقها لمجرد أنها لفظتهم سياسيا ورفضت حكمهم.

سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، يرى أن علاقة الإخوان بالمؤسسات الإعلامية الدولية وعلى رأسها الواشنطن بوست، قوية للغاية، وبشكل خاص منذ وجودها في مربع المعارضة أيام نظام مبارك، موضحا أن التنظيم الدولي للجماعة، كان يتولى مسئولية التنسيق، بحكم وجود رجاله في الخارج.

ويوضح أن الإخوان رصدت أموالًا طائلة بهدف تشكيل عدد من اللجان الإدارية، تكون مهمتها التنسيق مع الإعلام الغربي، عبر الائتلاف العالمي للحقوق والحريات، والائتلاف المصري الأمريكي من أجل الشرعية، والائتلاف العالمي للمصريين في الخارج من أجل الديمقراطية.

فيما يرى حسام الحداد، الباحث بالمركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، أن جميع الكيانات الإخوانية تسعى إلى هدف واحد وهو التحريض ضد الحكومات العربية التي صدت المشروع الإخواني المدمر في المنطقة ومنعتهم من تحقيق أهدافهم الوصولية، وتدمير الشعوب العربية.

واختتم: الإخوان استخدمت ولا تزال تستخدم المال السياسي في توجيه بعض الكتاب والباحثين العاملين في المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية.
الجريدة الرسمية