بيع «أراضى ماسبيرو» بسبب الديون.. قيادات «الوطنية للإعلام» تحاول إنهاء أزمة «الاستثمار»..عجلة قطاع الإنتاج تتوقف بسبب الميزانية.. والتعديات تهدد طوق النجاة الوحيد
بمرور السنوات وعدم إيجاد حل نهائي للأزمة، تحولت الديون المستحقة لبنك الاستثمار لدى الهيئة الوطنية للإعلام، إلى عائق كبير أمام أي عملية تطوير أو تحديث في شكل الإعلام الرسمي، لا سيما وأن ما يحصل عليه المبني شهريًا من وزارة المالية الذي يصل إلى ٢٢٠ مليون جنيه تذهب في بند الأجور والوفاء بالالتزامات المالية للعاملين في القطاعات ما يعني أنه لا يتم توفير أي مبالغ لبنود أخرى في مجال تطوير البنية التحتية أو الهندسية أو حتى التفكير في إنتاج مواد إعلامية بتكلفة محترمة تسهم في جذب جمهور المشاهدين لشاشات وإذاعات التليفزيون الرسمي.
أزمة ميزانية
أزمة عدم وجود ميزانيات لإنتاج أعمال إعلامية ألقت هي الأخرى بظلالها على الإنتاج الدرامي الذي توقفت عجلته عن الدوران تماما في ماسبيرو ليصبح قطاع الإنتاج وشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات بمثابة «مدفن للدراما» ليس أكثر، كما أن الأوضاع المالية العثرة وصعوبة إيجاد أي موارد لإنتاج مسلسلات أدت إلى تصفية عمالة من الشركة الأخيرة بل والتفكير في إغلاقها تماما وبيع أصولها للاستفادة بها.
تحرير التليفزيون
وفي سياق متصل كان البحث عن حل لأزمة الدين الذي يكبل عنق قيادات ماسبيرو خاصة أنه لا مجال للعودة والتنافس مع الفضائيات الخاصة دون الخلاص منها تماما وتحرير ميزانية التليفزيون من الفوائد المقررة سنويا جراء تراكم المديونية، حتى إن أرباح الهيئة الوطنية للإعلام في بعض الشركات التابعة لها مثل النايل سات ورغم كونها تتعدى ملايين الدولارات إلا أن التليفزيون لا يحصل منها على جنيه واحد جراء حجز بنك الاستثمار عليها لحساب الفوائد للديون كل عام.
اجتماع
مصادر من داخل ماسبيرو كشفت عن انعقاد اجتماع ضم مسئولين من جهة رقابية رفيعة المستوى وحسن النحاس رئيس القطاع الاقتصادي وصلاح حسين رئيس الجهة الإعلانية الموحدة، لبحث أزمة سداد الديون الخاصة ببنك الاستثمار وإيجاد حلول جذرية لتلك المشكلة بما يساعد في وجود أموال تدخل بعد ذلك مباشرة لخزينة الهيئة وتمثل فائضا يمكن من خلاله إنتاج برامج متميزة وكذلك عودة الإنتاج الدرامي وإنهاء بطالة أكثر من ألفي موظف قوام قطاع الإنتاج بالمبنى لا يعملون منذ يناير ٢٠١١ وحتى الآن وكل ما يفعلونه هو مجرد التوقيع في دفاتر الحضور والانصراف بالإدارات المختلفة.
أراضي ماسبيرو
وأشارت المصادر ذاتها أن الحل الوحيد الذي اتفق عليه الجميع لإنهاء أزمة ديون بنك الاستثمار تمثل في التصرف بالعديد من قطع الأراضي المملوكة لماسبيرو بالمحافظات وأماكن متفرقة، ليبدأ مسئولو قطاع الهندسة الإذاعية الذي بحوزته ملف لكل الأراضي في تجميع بيانات وحصر بكل ممتلكات الأراضي ومساحتها المختلفة، تمهيدا للتنسيق مع وزارتي التخطيط والمالية لاتخاذ التدابير اللازمة لبيع الأراضي بمعرفة هيئة الخدمات الحكومية وتحويل المبالغ المحصلة لحساب بنك الاستثمار، مؤكدة أن المساحات كبيرة جدا وبعضها في أماكن متميزة خاصة في مدينة السادس من أكتوبر والمنصورة وعدد المحافظات التي أصبحت أسعار الأراضي فيها مرتفعة للغاية.
عدم التنفيذ
المثير في الأمر هنا أن الحل الذي تم الاتفاق عليه مهدد بعدم التنفيذ، بعدما تم اكتشاف وجود تعديات كثيرة على أراضٍ ومساحات مملوكة للتليفزيون في محافظات ولم يتم التعامل معها بحزم من سنوات، إلى جانب إهمال مسؤولين سابقين في الهندسة الإذاعية بملفات وأوراق ملكية أراضٍ تابعة لماسبيرو ما دعا مسئولين من الجهاز المركزي للمحاسبات لكتابة تلك الملاحظات في كل تقاريرهم السنوية عن مراجعة حسابات المبنى.
"نقلا عن العدد الورقي..."
