رئيس التحرير
عصام كامل

«بواجي الحضرة».. تفاصيل اكتشاف «مخرطة عجل القطارات».. تكلفتها تخطت 20 مليون جنيه.. والحكومة أهملتها بسبب مليوني جنيه.. زيارة تكشف المستور.. وصيانة 36 ألف عجلة مهمة «البواجي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


الأزمات دائما تتصدر المشهد.. أما الانجازات فلا تذكر، البعض أرجع السبب إلى نقص التمويل وضعف الإرادة للتغيير، غير أن البحث داخل أروقة وردهات هيئة السكك الحديدية، يكشف أن الإهمال هو المتهم الأول في جميع أزمات «س ح م».


«البواجي».. واحدة من الأسباب الرئيسية في تزايد معدلات حوادث القطارات، وكان من الممكن التعامل مع هذا السبب كونه واحدًا ضمن قائمة كبيرة لا تستطيع إمكانيات الهيئة الضعيفة التغلب عليها، غير أن مفاجأة مدوية كشفتها معلومات حصلت عليها «فيتو» أشارت إلى أن هيئة السكك الحديدية، كان بإمكانها منع كثير من حوادث خروج القطارات عن القضبان، لو كانت تخلصت من آفة النسيان.

وتجاهل قيادات الهيئة لأكثر من 12 عامًا، وجود مخرطة لإنتاج «بواجي القطارات – العجل»، أنفقت عليها الهيئة نحو 20 مليون جنيه، وكانت معدة لخراطة وصيانة بواجي القطارات، لكن نظرًا لقلة الخبرة، تعطل المشروع وتحولت المخرطة إلى أزمة، فعندما اختارت السكك الحديدية موقع المخرطة أخطأت التقدير واختارته في منطقة الحضرة بالإسكندرية، لكنها كانت بعيدة عن محطات الصرف الصحي وبقية الخدمات الأخرى التي يمكن أن تساعد على تشغيل المحطة، وهو ما جعل الهيئة بعد إنشاء المحطة لا تقوم بتشغيلها بسبب عدم وجود محطة للصرف الصحي كانت تكلفتها لا تتخطى مليوني جنيه، وتحتاج المحطة لتصاريح من عدد من الجهات لإنشائها.

36 ألف عجلة
من ناحية أخرى في حالة تشغيل المحطة الخاصة بصيانة البواجي أو ما يسمى بمخرطة بواجي الحضرة كان متوقعا لها صيانة ما لا يقل عن 3000 عجلة قطار في السنة وهو ما يعادل 36 ألف عجلة على الأقل خلال 12 عاما وتصل ثمن العجلة الواحدة ما يقرب من 10 آلاف جنيه، وبالتالى كان من الممكن أن توفر المخرطة على السكك الحديدية خلال السنوات الماضية ما يقرب من 360 مليون جنيه.

محطة الحضرة لخراطة بواجي القطارات، تم اكتشافها بالصدفة، وتحديدًا أثناء زيارة لأحد قيادات السكك الحديدية للمنطقة الموجود بها الورشة بسبب وجود مغسلة أخرى للقطارات لا تعمل منذ سنوات، ليفاجأ المسئول أن المغسلة ليست وحدها، وأن المنطقة بها المغسلة الآلية وبها ورشة ومخرطة الحضرة، وعلى الفور قام المسئول المذكور بالعمل على الحصول على التصاريح الخاصة بإنشاء محطة صرف صحى لتشغيل المغسلة وحصل بالفعل على التصاريح المناسبة.

صيانة البواجي
من جانبه طالب المهندس علاء سعداوى الخبير بقطاع النقل، عضو الاتحاد الدولى للنقل بالعمل على تبني خطة واضحة لصيانة بواجي القطارات تشمل عدد البواجي التي يتم صيانتها وتحديد الجهات التي يتم استيراد البواجي منها وأعمار العجل المتوقعة.

وأضاف: مخرطة الحضرة ليست الوحيدة بالسكك الحديدية وتوجد عدد من المخارط الأخرى، والتي تعتمد عليها الهيئة في إمدادها بالبواجي، وقد يكون هذا هو السبب في تناسى ورشة الحضرة على مدار السنوات الماضية.

في حين قال طارق فهمى، نائب رئيس نقابة كمسارية السكك الحديدية: البواجي الخاصة بالقطارات من أهم مكونات القطار، ويوجد منها عدد كبير من الأنواع، النوع الأصلي منها يعيش من عام إلى 3 أعوام، حسب عدد الرحلات التي يقوم بها البوجى، ويمكن إخضاعه للصيانة أكثر من مرة وإعادة تشغيله مرة أخرى على قطار ذي سرعة أقل.

وأكمل: البواجي غير الأصلية منتشرة على مستوى العالم وتصنع بالصين وتايوان ولا يتخطى العمر الافتراضى للبوجى 3 أشهر وفى حالة تشغيلها لأكثر من ذلك تكون في غاية الخطورة وتهدد سلامة رحلة القطار، والقطار يعتمد على عدد من العوامل أثناء تشغيل الرحلة أول هذه العوامل هي بواجي القطار، إضافة إلى جرار القطار أو الديزل وتأتى في المرحلة الثالثة مقصات السيارات الخاصة بالقطارات.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية