رئيس التحرير
عصام كامل

نجوى حسين عبد العزيز تكتب.. جمال عبد الناصر لم يكن خائنًا ولا عميلًا

جمال عبدالناصر وعبد
جمال عبدالناصر وعبد الحكيم عبد الناصر

صاحب اللاءات الثلاث الشهيرة: لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض.!

إنه القائد والمعلم وكأنه كان في سباق مع الزمن أسس وبنى وعمر وشيد، ولنقل بصدق إنه كان صاحب رسالة، فأضاء المكان والزمان بأسطورية عشقه لمصر، وللإنسانية وعنايته بالبسطاء وحنوه على الفقراء ورعايته للإسلام الوسطي، وتغذيته للعقول بالثقافة والفنون بفطرة سليمة ونقاء بلا إسفاف ــــ ضُربنا به بعد رحيله الحزين ــ في عصره تألق المواطن المصري بعبقرية الانتماء الوطني فرفع رأسه عاليًا وقال قولًا وفعلًا: أنا المصري بكل فخر وفخار نعم عاش المواطن حرًا كريمًا، وامتدت يد الوطنية المصرية الأسطورية إلى الوطن العربي والإسلامي فأرسل البعثات وفتح مجالات التعليم والعلم.
فيا له من زمن الخلود والأصالة والنماء والانتماء!
ثم كانت الردة الرهيبة (في السبعينات القرن الماضي) بلهيبها المدمر فامتدت اليد لتلوث نصاعة جمال عبد الناصر وثورته وعشقه لوطنه وطهارته ونزاهته.
لماذا الآن هذه الحملة الغاشمة والحرب الضروس على عبد الناصر ونجله عبد الحكيم على اليوتيوب وفيس بوك؟؟!
والأنكأ اتهام عبد الناصر بالخيانة وأنه عميل للصهاينة! ! !
أي إجرام وأثم هذا الذي باء به أولئك!
وأعود معكم إلى مقال كتبه في العام الماضي الأستاذ كمال خلف الطويل بعنوان (حفلة لطم من أجل 5 حزيران) في العدد ٣١٩٦ الجمعة ٩ حزيران ٢٠١٧.
يقول فيه: ((أما في مسألة الضربة الأولى والضربة الثانية، فمع تصاعد الموقف، من حشد القوات (منذ 15 مايو/ أيار) إلى سحب القوات الدولية في 18 مايو إلى إغلاق خليج العقبة في 22 مايو، كان معلومًا للقاهرة أن احتمال الحرب قد صعد إلى نسبة 80%. ومع قرار الإغلاق، كان القرار الموازي هو انتظار ضربة العدو - شبه المحتّمة - وامتصاصها، ثم الرد بضربة مضادة شاملة... ماذا وإلا، فسيضحي الاشتباك مع الولايات المتحدة مباشرةً فيما لو بادأت مصر بالهجوم، في مقابل الاشتباك مع إسرائيل وحدها لو تُركت لها المبادأة)).
ويستطرد الكاتب المنصف كمال خلف الطويل عن حرب الاستنزاف التي مهدت للعبور العظيم في أكتوبر 1973 فيقول: ((.. فـ10 حزيران (يونيو) لم يكن نهاية التاريخ، بل إن عامي حرب الاستنزاف (69 و70) بالذات كانا من أصعب الأعوام التي عاشتها إسرائيل، شهدت حرب الفدائيين التي شنها عبد الناصر من القطاع والضفة، لما حفلا به من طوق نار محيقة أحاطها من الناقورة إلى رأس العش)).
الأمر واضح وجلي إذن لماذا إذن التشكيك في وطنية خير من أنجبت مصر الخالد جمال عبدالناصر؟ وما كل هذه الإساءة والتطاول على أبناء الزعيم د.هدى والمهندس عبد الحكيم الذي تطاولوا عليه تحديدًا لحديثه عن 5 يونيو (حزيران) مئوية ناصر وفي ذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة.
نرفض تماما إهانة الرموز وتصفية الحسابات بطرق بعيدة عن الاخلاق، وامتداد الكيد لأبناء الزعيم الخالد.
والحقيقة أن عبد الناصر مِلك للتاريخ كما هو فخر لنا بتجربته الفريدة، وما العشق المدوي له في العالم العربي وفي كثير من أرجاء العالم لخير شاهد ودليل على عظمة وطنيته وتجربته الرائدة في الفداء والانتماء والولاء للأوطان.
الجريدة الرسمية