رئيس التحرير
عصام كامل

سر تمسك دولة الاحتلال بتواجد قوات اليونيفيل في لبنان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغم الخسائر الفادحة التي طالت دولة الاحتلال خلال حرب لبنان الثانية إلى أن هذا لا يمنع أنها لا تستبعد إمكانية نشوب حرب جديدة في لبنان، وفي الوقت نفسه تتمسك بشدة بتواجد قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" في لبنان، وهذا ما سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الضوء عليه اليوم الجمعة.


وقف إطلاق النار
الصحيفة العبرية أكدت في تقرير لها أن السبب الرئيس في إمكانية اندلاع مواجهة جديدة بين لبنان وإسرائيل هو خرق وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين.

عواقب على المنطقة
وحسب التقرير فإن الصراع الذي سينتج عن هذا الخرق سيكون من الصعب على أطراف الحرب وكذلك المنطقة كلها تحمل عواقبه، مشيرة إلى أن هذا هو ما يدفع مجلس الأمن الدولي إلى المطالبة بمنع أي إحتكاك بين الطرفين حتى لا يشتعل فتيل الحرب، داعية الجانبين إلى الامتناع عن أي عمل مكن أن يعرض وقف إطلاق النار للخطر، ويسبب زعزعة استقرار المنطقة.

تمديد اليونيفيل

مجلس الأمن الدولي وافق الليلة الماضية بالإجماع على تمديد مهمة قوات اليونيفيل لمدة عام كامل، تنتهي في 31 أغسطس 2019، مشددًا إثر طلب تقدمت به الولايات المتحدة على ضرورة التطبيق الكامل لحظر الأسلحة.

وبعد التصويت، هاجم المبعوث الدبلوماسي للولايات المتحدة رودني هانتر بشدة حزب الله الذي لم يتم ذكره في نص القرار الذي تم تبنيه على الرغم من ضغوط الولايات المتحدة خلال المفاوضات، وفقًا لدبلوماسيين.

وتأسست اليونيفيل لمراقبة القوات الإسرائيلية بعد دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى لبنان في عملية الليطاني عام 1978، بعد حرب لبنان الثانية تم توسيع القوة بحيث يمكن نشرها على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل ومساعدة الجيش اللبناني في السيطرة على جنوب البلاد، اليوم، تضم القوة أكثر من 10 آلاف جندي متمركزين في جنوب لبنان.

ضغط أمريكي إسرائيلي
الإعلام الإسرائيلي سلط الضوء على ردود الفعل اللبنانية الموالية لحزب الله قائلًا أنه يرى أن إسرائيل وواشنطن يقحمان نفسهما في الشئون اللبنانية وأن قرار توسيع قوات اليونيفل تم بضغط أمريكي إسرائيلي.

أركان الاحتلال
وبالفعل طالب رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، جادي آيزنكوت، من قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، ستيفانو ديل كول، إنفاذ سيطرة القوة الدولية على قوات حزب الله في جنوب لبنان، ومحاولة كبحها، وذلك في لقاء جمع بينهما الأسبوع الماضي، وهو ما يثبت دور إسرائيل في قرار تمديد تواجد قوات اليونيفيل في لبنان، ويرجع ذلك أنه بقاء اليونيفيل يشكل مصدر أمن لإسرائيل من حزب الله في لبنان.


وسبق أن احتجت إسرائيل بشدة على أقوال قائد يونيفيل سابق بأن المنطقة تشهد هدوء وأن قوات اليونيفيل لن تقوم بتنفيذ مهام خارجة عن صلاحياتها، موضحًا أنه ليس من أهداف قوات اليونيفيل العمل ضد حزب الله في البلدات جنوب لبنان.

الجدار العازل

ومن الأمور التي تحاول أن تستفيد منها إسرائيل خلال تواجد قوات اليونيفيل هو الضغط عليها لتسهيل الجدار العازل الذي تبنيه مع لبنان وهو ما ترفضه الأخيرة وتعتبر أنه مقام على أراضيها، ويتركز الخلاف على 11 كيلو مترا على الحدود بين الجانبين.

حالة حرب

وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أنه لا تزال إسرائيل ولبنان في حالة حرب من الناحية الفنية، مشيرة إلى الاقتراح الفرنسي وحثه جميع البلدان مرة أخرى على فرض الحظر المفروض في عام 2006 ومنع بيع أو توريد الأسلحة لأي شخص أو كيان في لبنان لم توافق عليه الحكومة أو اليونيفيل - وهو نقد واضح لموردي أسلحة حزب الله.

وقال رودني هانتر، المنسق السياسي للوفد الأمريكي لدى الأمم المتحدة، إن حزب الله، بمساعدة إيران، زاد ترسانته من الأسلحة في لبنان من أجل تهديد السلام على طول الحدود مع إسرائيل وزعزعة استقرار لبنان ككل. بعد سنوات من فرض المجلس حظرًا على الأسلحة.

وكان الرئيس اللبنانى ميشال عون أكد مؤخرًا على أهمية الدور الذي تلعبه قوات اليونيفيل في حفظ السلام جنوبى لبنان وتطبيق القرار الأممى 1701 الخاص بوقف الحرب والعمليات العسكرية القتالية بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.
الجريدة الرسمية