رئيس التحرير
عصام كامل

مصممة جدارية «الجيزة»: الناس افتكرونا هنرسم محمد صلاح (فيديو)

فيتو

تجلس في الاستوديو الخاص بها، بمنطقة الشيخ زايد وسط لوحاتها المتناثرة، ممسكة بهاتفها المحمول تتصفح حسابها على"إنستجرام"، وإذ بها تتلقي رسالة تفيد باختيارها ضمن جروب يضم طلاب كلية فنون تطبيقية جامعة حلوان، للعمل على جدارية للتوعية البيئية وعزل المنازل حراريًا، في شارع ربيع الجيزاوي قرب محطة مترو ساقية مكي بالجيزة.


إنها إنجي الجرف.. تلك الموهبة التي تداعب أناملها الأقلام وأدوات الرسم فتخرج صورا تحمل تعبيراتها رسائل تعجز الكلمات عن صياغتها.. قبل حلول شهر رمضان الكريم، تواصلت إنجي مع شركة هولندية مسئولة عن تجميل محافظة الجيزة، باستخدام تكنولوجيا صديقة للبيئة، وأرسلت تصميمات عديدة للشركة التي قابلتها بالرفض، وتقول عن ذلك: "كانوا عايزين تصميم فيه إيجابية وبراءة وشجر"، استقر الاختيار في النهاية على تصميم: "وجه طفلة صغيرة تبتسم وسط فروع الأشجار"، كما حصلوا على التصاريح اللازمة وعلقت السقالات على الجدارية ليبدأ العمل الفعلي بها".

على مدار ستة أيام متتالية، تأتي صاحبة الــ 29 عامًا من السابعة صباحًا حتى الخامسة مساءً، تملكتها الرهبة في البداية هي والطلاب قائلة: "كنا خايفين من السقالات عشان كانت أول مرة نشتغل عليها"، بادرت هي بالصعود وطلبت منهم الرسم في الجزء الأسفل من الجدارية حتى يعتادوا الأمر، مع مرور أول يومين تشجع الطلاب وصعدوا إلى السقالات ليكملوا الجزء المسئولين عنه، وتصفهم إنجي بالقول "هما كانوا هيرسموا فروع الشجر في اللوحة وأنا هرسم وش الطفلة".

خلال فترة العمل على الجدارية حرصت بخبرتها على نصح الطلاب بألا يلتزموا بالخطوط بل يطلقوا العنان لخيالهم ليتمكنوا من مزج الألوان وتتابع: "كانوا خايفين وماشيين على الخط أوي فكنت بقولهم متخافوش وطلعوا إللى جواكوا"، تمكنوا معًا من جعل الجدارية وكأنها مرسومة من قبل فرد واحد وليس مجموعة لدقة تنسيقها

لا زالت "إنجي" تتذكر اليوم الأخير في التصميم فرغم الإرهاق الذي أصاب فريق العمل نزلوا جميعًا للاحتفال بما أنجزوه مضيفة: "قعدنا نتصور مع الجدارية ونبارك لأنفسنا".

"الناس كانوا فاكرينا بنرسم محمد صلاح" تقولها إنجي ضاحكة، معبرة عن فرحة الناس أصحاب المبني بالرسمة عقب انتهائها، من بينهم طفل عمره 14 عامًا ظل يساعدهم يوميا، "وأحب الرسم لدرجة أن إنجي طالبته بالاشتراك معهم في أعمال أخرى".

وعن مخاوفها أثناء تجربة الستة أيام قالت "كنت خايفة أن أي حد معدي يقول كلمة مش حلوة، واتبسطت جدا لما ملقتش حد بيعاكس خاصة أن الجروب كان كله بنات"، ولكن تفاجأت برد فعل الناس "كانوا بيصفقوا ويقولولنا أيوة بقا يا فنانين".
الجريدة الرسمية