"خيار" الجماعة.. و"فاقوس" المعارضة..!!
فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، كنا نعترض على معاملة المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين على أنهم مجرد رعايا، أو مواطنين من الدرجة الثانية، ليس لهم نفس حقوق المصريين، ولكن عليهم نفس الواجبات وأكثر.
ويبدو أن الآية انقلبت بعد ثورة 25 يناير، فمع وصول الإخوان إلى سدة الحكم، فأصبحوا يعاملون مَنْ لا ينتمى إليهم باعتباره مواطنًا من الدرجة "التانية أو التالتة"، أو لا يستحق أن يكون مواطنًا من الأساس، ولا يستحق الاهتمام به.
ولعل ما يرسخ هذا الأمر هى تصرفات الرئيس محمد مرسى، الذى يتعامل مع المصريين بمنطق "الخيار" والفاقوس"، طبقًا للانتماء الحزبى أو الدينى.. ويصر على أن يضع نفسه فى موضع الشبهات والأقاويل.
أغلب الشواهد تؤكد أن "مرسى" رئيس لدولة "الإخوان" وليس رئيسًا لكل المصريين.. فما أن كشفت دولة الإمارات العربية عن القبض على خلية "إخوانية" كانت تخطط لزعزعة الأمن فى البلاد، إلا وأعلنت الرئاسة حالة الطوارئ، وتشكيل لجنة تقصى حقائق تسافر إلى أبو ظبى للوقوف على حقيقة الأمر، وإرسال وفد من رئاسة الجمهورية ضم الدكتورعصام أحمد الحداد، مستشار الرئيس للشئون الخارجية، وخالد عدلى القزاز سكرتير الرئيس، لمتابعة القضية.
وبعيدًا عن حقيقة الاتهامات والخلافات بين الإمارات والإخوان.. إلا أن التحرك السريع من جانب "مرسى" جعلنا نقارن بين موقفه من هذه الخلية ومواقف أخرى حدثت لمصريين يعملون فى دول عربية أخرى، دون أن يتحرك.
مؤسسة الرئاسة لم تبد أى اهتمام بشباب حزبى التيار والدستور الذين ألقى القبض عليهم فى الكويت بتهمة التحريض على العنف والثورة، وتم ترحيلهم من هناك بعد أن تركوا أعمالهم.. فهل ذنبهم أنهم لا ينتمون للجماعة، أم ذنبهم أنهم مصريون؟!
عشرات العمال المصريين فى الأردن تعرضوا لانتهاكات وتلفيق قضايا اتجار فى المخدرات، وبعضهم معتقل فى سجون عمان، دون أن يهتز ضمير "مرسى" وحاشيته.. ولم يفكر أحد منهم فى فتح هذا الملف، رغم مئات الاستغاثات التى أرسلوها إلى الرئاسة.. فهل ذنبهم أنهم لا ينتمون لجماعة "مرسى" وحزبه؟!
مئات العمال فى ليبيا تعرضوا للسرقة والتعذيب والقتل.. وأجبروا على ترك أعمالهم وبيوتهم وسياراتهم.. ولم تتحرك الرئاسة، ولم نسمع صوتًا لأحد قيادات الجماعة، لا بالخير ولا بالشر.. فهل تغاضى "مرسى" عن امتهان كرامة هؤلاء لأنهم لا ينتمون لـ"دولة الجماعة" التى يترأسها؟!
لن أُذكرك يا "مرسى" بـ"نجلاء وفا" التى اختلفت مع شريكتها السعودية فتم تلفيق قضية لها ومازالت تُجلد يوميا دون أن يعيرها أحد أي اهتمام، لأنها ليست من الأخوات المسلمات، أو من نساء الجماعة.. وهذا هو ذنبها..!!
إننا نؤكد على أن "كرامة" المصريين فى الداخل والخارج "واحدة".. لا تقبل التجزئة، ولا تعترف بالتفرقة.. وهى فوق الانتماءات الدينية والحزبية.. لا فرق بين ليبرالى وإخوانى.. سلفى وشيوعى.. مسلم ومسيحي.. فالكل سواء.. الكل سواء.