الدين أحدث أسلحة ترامب!
في اجتماعه مع قيادات اليمين المسيحي بالبيت الأبيض قبل أيام، قال لهم "ترامب" إن انتخابات الكونجرس التي سوف تجرى في نوفمبر لن تكون استفتاء على رئاسته فقط، وإنما ستكون أيضا استفتاء على دينكم!.. وهكذا أضحى الدين أحدث أسلحة ترامب السياسية التي يشهرها الآن في وجوه خصومه الديمقراطيين، ومن أجل الحفاظ للحزب الجمهورى على أغلبيته في الكونجرس، والتي ستكون له أهم ضمان حتى لا يتم تحريك إجراءات عزله التي تحتاج لأغلبية أعضاء الكونجرس.
لقد استخدم قادة أمريكيون من قبل سلاح الدين في صراعات أمريكا الدولية التي خاصتها بعد الحرب العالمية الثانية، حينما سعوا لتحريض الدول العربية والإسلامية ضد القوة العظمى الثانية وهى الاتحاد السوفيتى، بوصفه بلد الكفر والإلحاد..
بل إنهم استخدموا الدين في محاربة القوات العسكرية السوفيتية في أفغانستان حتى خرجت منه، حينما جندوا شباب الدول العربية والإسلامية تحت راية الدفاع عن الدين الإسلامى ضد الكفرة الملحدين السوفيت، وأرسلتهم إلى أفغانستان، وقاموا بتدريبهم وتسليحهم، بينما تولت دول عربية خليجية التمويل والحشد وتوفير الخدمات اللوجستية.. وهؤلاء الذين كانوا فيما بعد نواة تنظيم القاعدة الارهابى، ومن عاد منهم إلى بلده هددها بخطر الاٍرهاب.
لكن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها رئيس أمريكى الدين في صراعه السياسي الداخلي.. أي لمصلحته هو وحزبه وليس كما كان يدعى من سبقوه في استخدام الدين كسلاح سياسي لمصلحة أمريكا كلها.. وهذا ما يفعله كل التكفيريين والإرهابيين في العالم.. يخلطون بين الدين والسياسة، ويستخدمون الدين سلاحا أساسيا في صراعاتهم السياسية.. فهل نتوقع أن تكون حرب أمريكا جادة ضد الإرهاب؟.. هيهات!