رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ يكتب: أول جنيه

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

أجرت مجلة آخر ساعة عام 1988 حوارا مع الأديب نجيب محفوظ حول بداياته الأدبية، فتحدث عن أول نقود تقاضاها من نشر رواياته فقال: عدد كبير من القصص كتبتها في أوائل الثلاثينيات ولكن نسيت تماما المجلات التي كنت أرسل إليها قصصى.. فلم تربطنى أي علاقة بأصحاب المجلات التي نشرت لى.. وكنت أرسل قصصى أو مقالاتى بالبريد.


الوحيد الذي استدعانى هو سلامة موسى.. كانت الكتابة بلا مقابل، ويبدو أنه عندما لاحظ أننى كتبت عنده لفترة طويلة أراد أن يكافئنى معنويا، ربما كان ذلك هو الدافع لاستدعائى.

استمررت أنشر بلا مقابل، ولكن أول قصة تقاضيت عنها أجرا تقاضيت عنها أجرا تقاضيته بعد أزمة تسببت فيها.. كنت أنشر في صحف الرسالة والرواية مجانا.. لكن ذات يوم طلب منى الصديق صلاح ذهنى قصة لمجلة "الثقافة" أعطيته قصة ونشرت بالفعل.

آخر السنة اتصل بى صلاح ذهنى تليفونيا وقال لى: يا أخى أنت سببت لنا مشكلة.

قلت له خيرا لماذا؟ قال: لك جنيه مكافأة لم تصرفه حتى الآن.
دهشت وسألته: ولكن لماذا تعطونى هذا الجنيه؟ قال مكافأة عن قصة.
سألت: هي القصص بفلوس؟ ضحك ذهنى عاليا.
عرفت أنهم أثناء مناقشة الميزانية في نهاية السنة وجدوا هذا الجنيه الذي حال دون تقفيل الميزانية.

في عام 1943 بدأنا النشر في لجنة النشر للجامعيين التي أسسها المرحوم عبد الحميد جودة السحار، كان الكتاب يطبع منه الفى نسخة فقط.. حتى أصدرت روز اليوسف سلسلة الكتاب الذهبى.. طبعة شعبية.

طلبونى، فذهبت إلى سعيد السحار أخبره، لأنى كنت أخلاقيا ملتزم بطباعة كتبى عنده، لكنه وافق بشيء من الضيق وقال: انظر إلى كتبكم، طبعنا من كل كتاب ألفى نسخة، بعض الكتب مضى عليها عشر سنوات ولكن ما زال متبقيا منها في المخزن ما بين 400 و500 نسخة فما بالك بكتاب سيطبع منه خمسة عشر ألف نسخة.

المهم اتفقنا، وسلمت روز اليوسف رواية (خان الخليلى)، وانتقلت إلى وضع جديد.. إعلانات متتالية وصور كاريكاتيرية للمؤلف وهو يقدم كتابه.. شكل جديد في النشر.

وإذا بالخمسة عشر ألف نسخة قد نفذت في أسبوع ن فالمطبعة الشعبية وصلت إلى قراء كنا نجهل الطريق إليهم.

وإذا كان السحار له الفضل في طباعة كتبى.. فإنى مدين بالانتشار إلى الكتاب الشعبى.
الجريدة الرسمية