«محمد عرفان» وحكاية «سوبر هيرو»
لماذا رحل رئيس هيئة الرقابة الإدارية؟ سؤال بلا إجابة شافية ووافية لا سيما بعدما أصبح الأمر متداولا بين الكثيرين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تعددت الأسباب، وكل يقضي حاجته في إناء الشائعات كما يحلو له، بينما القاسم الوحيد المشترك بين كل هؤلاء الاتفاق في نجاح وتميز للرجل منصبه.
ورغم توديع "عرفان" منصبه بهيئة الرقابة الإدارية اليوم بعد سلسلة من النجاحات التي شهد بها القاصي والداني، فإن الثابت يقينا أنه كان نموذجا للمسئول المتميز، الذي قاد موقعه باحترافية وأحسن إدارته وكانت النتائج واضحة وبارزة للجميع، ونال عنها الثناء والإشادة من رئيس الدولة نفسه في مؤتمرات وافتتاحات مشروعات كثيرة.
وأعتقد أن القادم في الرقابة مع تولي رئيس جديد لها قادما أيضا من مؤسسة هي منبع الوطنية والعطاء لن يكون سوى استكمالا لخطوات ناجحة أرسي قواعدها "عرفان" مع رجاله، ووضع منظومة من العمل أتاحت فرصا أكبر لتدريب أعضاء الرقابة على أحدث وسائل مكافحة الفساد.
وأذكر أنه وفي أحد المؤتمرات بمدينة شرم الشيخ جمعني لقاء لدقائق بالوزير محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة السابق، وتجاذبتُ مع الرجل أطراف الحديث، مشيدا بجهوده في مكافحة ومواجهة الفساد ووصفته آنذاك بـ"هيرو"، فتبسم ضاحكا ولم يتركني في حالة الإطراء لشخصه مؤكدا لي أنني إذا كنت أراه كذلك فإن الرئيس السيسي هو "سوبر هيرو" لما يبذله من مجهود أكبر وعمل متفاني لصالح الوطن، وبما يوفره من دعم لهم ومساحة لاقتلاع جذور الفساد من هيئات الدولة.
رد عرفان السريع وطريقته في الحديث شكلت لدى إطارا متكاملا لشخصية الرجل، لا سيما أن معلومات متواترة كنت قد جمعتها عن شخصيته بحكم تغطيتي أنشطة هيئة الرقابة الإدارية صحفيا، فالرجل ليس من نوعية المسئولين أصحاب الأنا أو المغرورين، بل يرى أن النجاحات التي حققها في عمله هي من صميم الاختصاص المكلف به، والواجب أن يكون عليه، ويأبى أن لا يكون سوى جنديا في منظومة عمل متكاملة تحت قيادة رئيس دولة واعِ وقادر على تحقيق الإنجاز، وكل ذلك يؤكد أن "عرفان" رجل دولة بمعنى الكلمة ولن يتوانى عن خدمة وطنه في أي موقع تراه القيادة السياسية برؤيتها أنه بات مطلوبا لها.
وعلى الله قصد السبيل.