رئيس التحرير
عصام كامل

البحث عن «محمد صلاح» جديد


مصر هي الدولة الوحيدة التي تحارب وتبني في وقت واحد.. ومصر هي التي تسعى وبجميع جهودها لتشجيع الاستثمار أي استثمار لذا قامت خلال الفترة السابقة بدعوة واستضافة أكبر الشخصيات من نجوم الفن والرياضة لزيارة معالمها التاريخية ومزاراتها الطبيعية من خلال حملة دعائية قوية تم الترويج لها في الداخل والخارج، خاصة من خلال فعاليات كأس العالم بروسيا التي شهدت دعاية ترويجية ضخمة تحت شعار "استثمر في مصر".


استخدم القائمون على الحملة معظم اللغات العالمية بهدف جذب مزيد من المستثمرين الأجانب عسى أن يكون ذلك المجهود هو قبلة الحياة والأمل لإنعاش الوضع الاقتصادي المصري الذي سَاء كثيرا عقب ما مرت به منطقتنا من ظروف صعبة خاصة في ظل الحرب التي واجهناها ضد الإرهاب.

ولعل الاستثمار الرياضي في مصر لا يقل أهمية عن الاستثمار في التعليم أو الاستثمار في الطاقة إن لم يكن هو الأقوى على الإطلاق، إذا ما استُغل استغلالا جيدا لما له من القدرة على لفت أنظار العالم.

وتعتبر كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى في العالم ولعل تجربة احتراف نجمنا المصري "محمد صلاح" كانت سببا في اتجاه الأنظار لمصر والتوجه للاستثمار في ملاعبها والبحث عن "صلاح" جديد.

حيث ظهرت أولى محاولات الاستثمار الرياضي الجادة في مصر من خلال "تركي آل شيخ" رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك من خلال شراء نادي الأسيوطي وتحويل اسمه لنادي "بيراميدز"، ليكون نواة لبداية استثمارات عربية في الملاعب المصرية..

إلا أن انتماء الكثير من الجماهير وحالة الخلاف بين الرموز الرياضية والتصريحات التي تناولتها وسائل الإعلام المصرية بشكل غير احترافي أدى إلى وجود احتقان بين الجماهير مع الصافرة الأولى لانطلاق الدوري المصري.. الأمر الذي تطور سريعا إلى التراشق بالألفاظ علنا على صفحات التواصل الاجتماعي، وهو ما يذكرنا سريعا بحادث وكارثة الجماهير في بورسعيد التي راح ضحيتها 72 شابا من أولادنا، وكانت تلك نتيجة حتمية لعملية الحشد الممنهج قبل المباراة من الإساءة بالألفاظ الخارجة من الجانبين دون وجود صوت للعقل أننا نشجع كرة قدم، والهدف في النهاية هو المنتخب المصري، ويحدث ذلك دائما مع وجود أطراف كثيرة تستفيد من انهيار الوضع الاقتصادي وعدم استقرار البلد.

إن السيد تركي آل شيخ هو مستشار في الديوان الملكي بدرجة وزير، وتعتبر السعودية هي أول الدول مع الإمارات التي وقفت بجوار مصر أثناء حربها ضد الإرهاب، والتاريخ دائما شاهد على مواقف الشعوب والحكام.. كما أننا دفعنا الكثير من خزانة الدولة المخصصة للسياحة لدعوة اللاعب العالمي "ليونيل ميسي" وغيره وغيره وكل هذا من أجل المساهمة في تنشيط السياحة في مصر..

والآن نرى على شاشات التليفزيون من هم أفضل وأشهر من ميسي أمثال اللاعب الأسطورة "رونالدينهو" و"روبرتو كارلوس" يتحدثون عن الدوري المصري وعن مصر، فلننتبه جميعا إلى كل ما يُقال من خلال هذه النجوم فهو يترجم حرفيا وينشر في وسائل إعلامهم، وهذه دعاية مجانية مباشرة لن تكلف الدولة شيئا..

ولذلك نأمل أن نسعى جميعا للمساهمة في نجاح تلك التجربة، وأن تكون الأولى وليس الأخيرة، لنرى دوري كرة قدم قوى وهو بالتالي يصب في الصالح العام للمنتخب الوطني، فالنشجع كلنا بروح الفانلة "على رأي الكابتن مدحت شلبي".. فاستثمروا استثمروا ولا تُنفروا!
الجريدة الرسمية