رئيس التحرير
عصام كامل

أحداث كيمنتس.. رئيس الوزراء يراهن على الحوار واليمين المتطرف

فيتو

تحديات كبرى أمام شرطة دريسدن الذي تشهد توترا غير مسبوق منذ يوم الأحد، لتأمين من جهة اللقاء المفتوح الذي دعا له رئيس وزراء ولاية ساكسونيا مع المواطنين داخل ملعب كرة القدم، ومن جهة أخرى مظاهرة جديدة لليمين المتطرف.

بعد أربعة أيام من مواجهات عنيفة عاشتها مدينة كيمنتس الواقعة في ولاية ساكسونيا، إثر وفاة مواطن ألماني وما أعقب ذلك من مظاهرات لليمين المتطرف واعتداءات على الأجانب. يراهن رئيس وزراء الولاية ميشائيل كريتشمار على الحوار المفتوح مع المواطنين، إذ دعا إلى جانب عمدة كيمنتس باربرا لوديفيغ، إلى لقاء مفتوح اليوم الخميس في ملعب المدينة الذي يستع مدرجاته إلى 15 ألف متفرج.

وغير بعيد عن مكان الملعب، دعت أيضا مجموعة "برو كيمنتس" اليمينية الشعبوية (الجهة المنظمة لمظاهرات الإثنين) إلى مسيرات جديدة.

وأكد رئيس الوزراء كريتشمار أن سلطات الولاية تقدمت بطلب مزيد من القوى الأمنية من باقي الولايات الأخرى بما في ذلك بافاريا وتورينغن،

وهيسن وغيرها، لمنع ما حدث قبل أربعة أيام، حين "فوجئت" السلطات الأمنية بآلاف المشاركين في مظاهرات اليمين المتطرف مساء الإثنين الماضي، والتي قدرت وفق تقارير إعلامية متطابقة بنحو 6 آلاف شخص. غير أن رئيس الوزراء لم يفصح عن حجم القوات المطلوبة.

اهتمام شعبي وإعلامي غير مسبوق
ويعتقد أن مظاهرة اليوم الخميس ستشهد حضورا قويا للجماعات اليمينة المتطرفة واليمين الشعبوي قادمة من مختلف مدن ألمانيا، بقدر قد يفوق مظاهرة الإثنين.

كذلك لقاء كريتشمار مع المواطنين من المنتظر أن يحظى باهتمام شعبي وإعلامي غير مسبوق، مع العلم أن رئيس وزراء الولاية يقوم بلقاءات دورية مع أهالي كيمنتس، لا يتعدى حضورها عادة ما بين 200 و400 شخص. لكن الأحداث التي شهدتها المدينة في الآونة الأخيرة أعطت للأمور صبغة نوعية، دفعت برئيس الوزراء إلى تحديد أن فحوى اللقاء سيركز فقط على هذه الأحداث منذ انطلاقها يوم الأحد.

في المقابل، امتنع اتحاد "كيمنتس خالية من النازيين" من الدعوة لتنظيم مظاهرة مضادة. علما أنه الاتحاد الذي يرد على أي فاعلية لليمين المتطرف بتنظيم مسيرات احتجاجية تندد بالمد اليميني المتطرف داخل المدينة.

ونقلت صحيفة "فرايه بريسه" (الصحافة الحرة) الصادرة في كيمنتس، عن روبين روتلوف العضو في هذا الاتحاد عن وجود معلومات تشير إلى "درجات عنف قصوى محتملة" أثناء مظاهرات اليمين المتطرف، "تهدد بشكل كبير سلامة مناصرينا". وتابع "نحن نتوقع حضورا أمنيا أكبر، وثقتنا في رجال الشرطة بعد أحداث الإثنين اهتزت".

فضيحة نشر مذكرة الاعتقال
وتتصدر كيمنتس حاليا اهتمام الطبقة السياسية والرأي العام الألماني برمته. إذ أفادت دارسة جديدة أن جل الألمان يعبرون ما حدث "تهديدا للديمقراطية". هذه الخشية أكدتها قضية نشر مذكرة اعتقال أحد المشبه بهما في قضية مقتل المواطن الألماني.

ووصف وزير الداخلية للحكومة الفيدرالية هورست زي هوفر أن ذلك "أمرا غير مقبول". ومذكرة الاعتقال نشرت من قبل ناشطين في الساحة اليمينية المتطرفة، وعلى وجه الخصوص مؤسس حركة "بيغيدا" المناوئة للمهاجرين لوتس باخمان، إلى جانب مجموعة "برو كيمنتس".

وفي الوقت الذي افتتحت النيابة العامة بدريسدن التحقيق في القضية، تتجه أصبع الاتهام بشكل مبطن إلى الشرطة كمصدر لتسريبات محتملة.

وصرّح مارتن دوليغ نائب رئيس الحكومة الإقليمية في مقاطعة ساكسونيا، لإذاعة "ام دي آر" الإقليمية أنه "من غير المقبول أن يعتقد رجال شرطة أن بإمكانهم تسريب أمور كهذه رغم أنهم يعلمون أنهم يرتكبون مخالفة" واصفا ما حصل بأنه "فضيحة".

واعتقلت الشرطة يوم الإثنين عراقيا (22 عاما) وسوريا (23 عاما) للاشتباه بأنهما قتلا ألمانيا (35 عاما) خلال طعنه عدة طعنات بعد شجار في وقت متأخر من الليل.

ولم تكشف السلطات بعد عن هوية الضحية أو المشتبه بهما طبقا للأعراف الألمانية التي تركز على حماية هوية الأشخاص الذي يخضعون لإجراءات قضائية. إلا أن مذكرة اعتقال الشاب العراقي تمّ نشرها وتداولها بشكل مكثف بين أوساط اليمين المتطرف، وتحمل الأسماء الكاملة للمشتبه بهما والضحية والشهود والقاضي.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية