رئيس التحرير
عصام كامل

نجيب محفوظ: العامية عيب في مجتمعنا

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

في مجلة الإذاعة عام 1957 كتب الأديب نجيب محفوظ "رحل في مثل هذا اليوم عام 2006" مقالا قال فيه:

"بدأت حياتى العملية سكرتيرا برلمانيا للوزير في وزارة الأوقاف منذ عام 1939 وحتى عام 1955، وكان في هذه الفترة الشيخ مصطفى عبد الرازق وزيرا للأوقاف، فكان يعفينى من العمل معه بعد الظهر ويقول لى: علشان تلاقى لعملك وقراءاتك بالكتب، وجاء أخوه على عبد الرازق وزيرا أيضا ففعل نفس الشيء".

وتابع: "كتبت في هذه الفترة ست روايات هي: القاهرة الجديدة، خان الخليلي، زقاق المدق، السراب، بداية ونهاية، والثلاثية "بين القصرين وقصر الشوق والسكرية".

وأضاف الأديب العالمي: "انتقلت إلى مصلحة الفنون مديرا للمكتب الفنى، وللحقيقة فإن ساعات الإلهام والكتابة لا تتفق مع مواعيد الوزارة، ولذلك تعودت أن أخرم أنف قريحتى وأجبر نفسى على الكتابة في أي وقت آخر، ودائما كان معى رزمة ورق وقلم كوبيا، وأجلس للكتابة على مكتبى في بيتى، فلا أطيق أكثر من ساعتين، ثم أقرأ ساعتين وأنام".

وأردف في مقاله: "عندما انتهى من كتابة الرواية أعيد كتابتها بالحبر ثم أعرضها على الناشر.. أنا لا أعترف إلا بالعظمى لغة للكتابة، واللغة العامية ليست لغة قائمة بذاتها لأن ثلاثة أرباعها فصحى والباقى كلمات إيطالية ويونانية وتركية دخيلة ومحرفة".

واستطرد: "اللغة العامية من جملة الأعراض التي يعانى منها الشعب والتي سيتخلص منها حتما عندما يرتقى، وأنا أعتبر العامية عيبا من عيوب مجتمعنا مثل الجهل والفقر والمرض تماما.. والأديب حين يكتب يجب أن يهدف إلى خلق لغة عربية جديدة تأخذ الحى النافع من العظمى والعامية معا".

واختتم "محفوظ" مقاله قائلا: "هناك اعتبار سياسي أراه وهو أن القومية العربية لا يمكن أن تقوم إلا على لغة واحدة هي العظمى بطبيعة الحال، واستعمال العامية في نظرى هدم بريء أو غير بريء للقومية العربية".
الجريدة الرسمية