رئيس التحرير
عصام كامل

حوض دواب قجماس الأسحاقي الأثري يتحول إلى محل بقالة ومنظفات

فيتو

قال الدكتور أبو العلا خليل، الباحث في الآثار الإسلامية، إن حوض دواب قجماس الأسحاقي، المسجل أثرا برقم 114، فقد جماله، وتحول إلى محل بقالة ومنظفات.


حوض دواب قجماس الإسحاقي، أقامه الأمير قجماس الإسحاقي على رأس سكة بير المش بباب الوزير درة أحواض سقي الدواب في مصر المملوكية، وهو بحاله أحد ستة أحواض لشرب الدواب، أفلتت من أيدي الزمان من العصر المملوكي: ومنها حوض مدرسة أم السلطان شعبان بباب الوزير 770هـ/ 1368م، أثر رقم 125، ثم حوض مدرسة أسنبغا البوبكري بدرب سعادة 772هـ/ 1370م، أثر رقم 185، ثم حوض قجماس الإسحاقي 885هـ/ 1480م أثر رقم 114، وثلاثة أحواض للسلطان قايتباي، إحداها بجوار مجموعته بالقرافة الشرقية، وحوض بجوار مدرسته بقلعة الكبش وحوض بجوار وكالته بالأزهر.

وتعرف هذه الأحواض بحوض سقي الدواب، كما تعرف "بحوض السبيل"، ذلك لأن ماءها جعل سبيلا لله؛ لري ظمأ الدواب المارة بالطريق.

وهي ذات تكوين معماري مستقل وتشغيل مختلف تماما عن الأسبلة، وقد ظلت هذه الأحواض تؤدي دورها إلى أن أبطل مساقي الدواب بكافة أنحاء القاهرة عام 1950م.

ويتكون حوض قجماس الإسحاقي من يوان ذي مساحة مستطيلة، محاط من ثلاث وجهات بجدران حجرية، والجهة الرابعة تفتح على مدخل الحوض بواجهته سياج من الخشب، يتوسطه باب الدخول، وبصدر الإيوان وعلى جانبيه دخلات غير عميقة يتوجها عقود محارية الشكل، وعلى جانبي هذه الدخلات أعمدة حجرية رفيعة مدمجة ومشكلة من نفس مادة البناء، ويتقدم هذه الدخلات أحواض من الحجر مستطيلة بعدد هذه الدخلات ويعلو هذه الدخلات شريط كتابي غاية في الجمال والرقة عن فضل السقاية وأجر شرب العطاشى.

وكانت هذه الأحواض تزود بالماء عن طريق قصبات مغيبة تنقل المياه من مصدرها الأصلى إلى الأحواض، ويعلو حوض قجماس الإسحاقى كتاب لتعليم الأطفال، وهما جزء من مجموعة إنشائية ملحقة بمدرسته، وصفها حسن عبد الوهاب في تاريخ المساجد الأثرية "أنها منسجمة ومتناسبة وتنتقل فيها العين من حسن إلى أحسن".
الجريدة الرسمية