رئيس التحرير
عصام كامل

«فيتو» تحاور «المأذون الفرفوش»: نحيي سنة الرسول بـ«البهجة»

فيتو

عصر السبت الماضي اتجه «خالد خليفة» المأذون الشرعي إلى نادي «النصر» بمنطقة سموحة في محافظة الإسكندرية، لأداء عمله بعد أن أصر العريس على حضوره لعقد قرانه، بعد أن شاهد مقطع فيديو وراقت له طريقة «خليفة» في عقد القران، أثناء العقد رفع أحد المدعوين كاميرا هاتفه المحمول وسجل مقطع فيديو للشيخ خالد وهو يستخدم وسيلته المعتادة "الفكاهية" في إسداء النصائح الزوجية للعروسين، ساعات قليلة وانتشر الفيديو على موقع "فيس بوك"، وخلال أيام قليلة حقق ما يقرب من خمسة ملايين مشاهدة، حاملا عنوان "أروش مأذون فيكي يا مصر!"، وهو ما راق لخليفة وعلق: «أنا من زمان ولقبي المأذون الفرفوش مش من وقت الفيديو ده فقط».  





الصدفة كانت وراء عمل خليفة مأذونا منذ ستة عشر عاما، فبعد أن تخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية وحصل على دبلومة الدراسات الإسلامية من معهد الدراسات الإسلامية في القاهرة، عمل مدرسا للغة العربية في مدرسة "سان مارك" بالإسكندرية، لم يخطر بذهنه ولو لحظة واحدة أنه سيصبح المأذون الأشهر في خلال عدة سنوات: "حضرت مرة عقد قران واحد صديقي وألح علي أقول كلمة فالناس قدموني أقول كلمة وقتها انبسطوا جدا من الكلمة، وصحصحتهم، فقلت ليه ما أشتغلش كدة؟!، ومن يومها ربنا وضع في قلوبنا ووجوهنا القبول ومنقطعتش عن العمل بالمهنة".

دأب «خليفة» في عمله على الدعابة وإلقاء المصطلحات الفكاهية بين الحين والآخر أثناء عقد القران: «هتلاقيني في كل فرح كدة لازم فيه قفشة وحسبما تسوق الظروف، والناس بتكون فرحانة جدا واللي بحس إنه مش متقبل الهزار خلاص بنمشيها جد للآخر».




الدعابة والروح الخفيفة والوجه الأبيض الباسم طوال الوقت، لم يكونا حديثي الأثر على خالد أو وسيلته في إضفاء روح البهجة على أجواء عقد القران، لكنهم لازماه طوال مشوار عمله كمدرس في مدرسة سان مارك، فهو المدرس الذي يداعب تلاميذه طوال الوقت، يعمل على إيصال المعلومة مغلفة بالبسمات والإفيهات الشبابية الطريفة، لذا لم يجد صعوبة في أن يضفي الأجواء ذاتها على الحضور في عقد القران، "أنا مبلاقيش تعارض بين مهنتي كمدرس وبين كوني مأذونا لأن دي طريقتي في الفصل مع التلاميذ بحب أشرح للطلاب بأجواء مرحة، بوصل المعلومة بابتسامة، والطلبة بتاعتي بتحبني جدا وهم أصدقائي وأولادي".


حين بدأ خالد مهنته كمأذون حديث في منطقة حي «المنشية» بالإسكندرية لم يعرفه الكثيرون، كان الأمر قاصرا على دائرة المعارف والأصدقاء وأبناء الحي، قرر أن يطبع "كروتا" تحمل اسمه ومهنته كمأذون شرعي، ذاع صيته في القاهرة والغردقة وشرم الشيخ وبورسعيد، "أنا غالبا رحت كتبت كتاب في كل محافظات مصر"، حتى أنه دُعي منذ فترة لعقد قران داخل الحرم المكي وبالفعل سافر، وأتم مهمته بنجاح، "كمان دعيت لعقد قران في قطر ودبي، كان العروسة والعريس بيكتبوا في مصر وبسافر لهم أعمل أنا الصيغة المتعارف عليها"، فلم ينتظر المأذون الفرفوش الذي انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي، فهو يحتل المكانة المغايرة للصيغة المتعارف عليها في مصر للمأذون المصري المرتدي للجبة والقفطان المتحدث معظم الوقت "بالعربي الفصيح"، "مهنة المأذون مش لازم يكون ممتهنها عابسا وجادا، نحن لا نتجه لمأتم، هذا فرح للتهنئة، ونحن نحيي سنة من سنن الله لا بد من إحيائها في أجواء مفعمة بالبهجة".  




طرائف وغرائب الشيخ خالد لا تنتهي، فالرجل الذي لا يمرر ليلة خميس أو جمعة إلا ويكون قد عقد فيهما عقدا أو اثنين أو ربما أكثر من ذلك، يترك في كل قاعة وساحة وطأتها قدماه موقفا فكاهيا أو لحظة عابرة تعلق في أذهان الحضور، تاركا "ذكرى جميلة" لهذا اليوم: "مواقفي كلها في عقود القران طريفة وبتترك أثر مضحك في نفوس الحضور".

يذكر مرة حينما دعاه أحدهم لعقد قران في القاهرة، وتعطلت سيارته في الطريق الصحراوي، فاتصل بالعريس واعتذر له عن عدم قدرته على عقد القران، "قالوا لي لأ لازم إنت اللي تيجي محدش هيكتب الكتاب غيرك، بصيت بعد ساعة ونصف بالظبط وأنا قاعد في الريست عربية من عندهم جت أخدتني، وانتظروا حتى وصلت القاهرة وعقدت العقد والناس انبسطت يومها وبعد ما خلصت الكتاب والكلمة القصيرة اللي بقولها صمموا أقول كلمة تانية، ونصحت العروسين بتقوى الله".  



"قفشاتي ومواقفي الطريفة دائما ما تكون في إطار النصائح المقدمة للزوج والزوجة، ولا بد أجواء التجهم والجدية دي نلغيها، أنا دائمًا بنصحهم بتقوى الله ويحافظوا على بعض وميدخلوش حد بينهم، وسرهم يكون بينهما هما الاثنين فقط، وأيضا بوصيهم ببعض الوصايا الإسلامية إن العروس تطيع زوجها طالما في حدود ما أمر به الله وإن الزوج يكون محسنا لزوجته مثلما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وكل هذا في إطار الضحك والمصطلحات الشبابية الحديثة".


الجريدة الرسمية