رئيس التحرير
عصام كامل

سعد الدين وهبة يكتب: دعاية الجنازات

فيتو

في مجلة البوليس عام 1954 كتب الكاتب المسرحى سعد الدين وهبة مقالا قال فيه: منذ سنوات زار مصر أحد الكتاب الفرنسيين، وقضى في ضيافة أحد النبلاء السابقين بالقاهرة عدة أيام، ثم عاد إلى بلاده وأصدر كتابا عن مصر.


وجاء في أحد فصول الكتاب أن المؤلف شاهد أثناء وجوده في مصر موكب جنازة رئيس وزراء ذلك العهد، وقد سار المشيعون في خطوط منتظمة.

واكتشف الرجل الفرنسى أن المشيعين عمال في إحدى شركات المياه الغازية وشاركوا بهذا الشكل المنظم كوسيلة من وسائل الدعاية لمنتجات الشركة.

وسواء صدق المؤلف الفرنسى أو بالغ فقد شاهدت هذا الأسبوع ما اعاد إلى ذاكرتى قول المؤلف الفرنسى حول جنازة رئيس الوزراء...فقد احتفل هذا الأسبوع بذكر طلعت حرب باعث الحركة الاقتصادية، وقامت وزارة الارشاد بالإشراف على الاحتفال بذكرى الاقتصادى الراحل العظيم.

كان من الضروري أن يشارك بنك مصر وشركاته في الاحتفال، وهذا واجب دون شك، بل لقد وجد بعض أعضاء مجالس إدارة البنك في الاحتفال بذكرى طلعت حرب فرصة للدعاية لأشخاصهم والشهرة على حساب الذكرى الطيبة للراحل العظيم.

هنا ظهرت على صفحات الصحف آخر ما وصلت إليه الجليطة وقلة الذوق فهذا مدير شركة من شركات البنك يكتب في مجلة أسبوعية مع صورته كأنه وجه سينمائى يتحدث عن طالب مكافح مجد في الاقتصاد المصرى دون أن يذكر اسمه، وتعلق المجلة بأن المقصود بالطالب هو كاتب المقال.

كل هذا والمقال مفروض أنه للاحتفال بذكرى طلعت حرب ولكنه إعلان مدفوع لم يدفعه السيد المدير طبعا، لشد ما يحزننى ويحز في نفسى أن تتقدم فنون الدعاية في مصر فنرى السادة المثقفين يدعون لأنفسهم حتى في الجنازات.
الجريدة الرسمية