31 عاما على اغتيال ناجي العلي
مهمة الكاريكاتير تعرية الحياة بكل معنى الكلمة.
المناضل الحقيقى دائم العطاء، يأخذ حقه من خلال حقوق الآخرين لا على حسابهم.
الطريق إلى فلسطين ليس بالبعيد ولا بالقريب إنه مسافة الثورة.
نكون أو لا نكون.. التحدى قائم والمسئولية تاريخية.
أُتهم بالانحياز وهى تهمة لا أنفيها، أنا منحاز لمن هم تحت مع هؤلاء الفقراء.
هذه بعض من الكلمات الثورية التي أطلقها رسام الكاريكاتير الفلسطينى ناجى العلى الذي تمر اليوم "29 أغسطس 1987" الذكرى الواحد والثلاثون لاغتياله على أبواب جريدة القبس الكويتية بلندن على يد شخص لم تحدد هويته بعد.
اشتهر الرسام ناجى العلى بالنقد اللاذع للأوضاع في فلسطين وفى البلاد العربية عن طريق رسوماته الكاريكاتيرية الجريئة.
اعتقلته سلطات الاحتلال في فلسطين أكثر من مرة فقام بالتعبير عن رأيه برسومات كاريكاتيرية معارضة على جدران السجن.
نشرت أولى لوحاته الكاريكاتيرية بجريدة الحرية عام 1961 بفضل الصحفى غسان كنفانى ن وتوالت رسوماته بعد ذلك في المجلات الكويتية واللبنانية.
ابتكر ناجى العلى عدة شخصيات كاريكاتيرية تكرر رسمها في لوحاته منها شخصية المرأة الفلسطينية واسمها "فاطمة" وهى شخصية قوية تؤمن بالقضية الفلسطينية.
وأيضا شخصية الرجل السمين العارى الظهر المبتور القدمين ويمثل به الخونة والانتهازيين من القيادات العربية عامة والفلسطينية خاصة.
أما شخصية الجندى الاسرائيلى فقد صوره طويل الأنف خبيث والشر يتطاير من عينيه.
أما الشخصية الأشهر فهى شخصية "حنظلة" وهى عبارة عن صبي في العاشرة من عمره يعقد يديه خلف ظهره،وقد ابتدعها العلى لأول مرة عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية، ولقيت حنظلة استجابة كبيرة لدى الجماهير العربية عامة والفلسطينية خاصة فهى رمز للفلسطينى المعذب القوى رغم الصعوبات التي تواجهه.
يصف العلى شخصية حنظلة بأنها الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية وهى أيضا رمزا للصمود والتحدى.
وأضاف العلى بقوله "لا أبالغ إذا قلت أننى قد استمر بحنظلة بعد موتى".
أحب ناجى العلى جمال عبد الناصر واعتبره زعيما روحيا للعرب، وعارض اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها أنور السادات مع إسرائيل.. كما عارض تجاوزات ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية.
انتقل من الكويت إلى لندن عام 1986 ليعمل في النسخة الدولية لجريدة القبس الكويتية حتى لقي مصرعه هناك.
في عام 1992 قام المخرج المصري عاطف الطيب بإخراج فيلم عن قصة حياة ناجي العلى اسمه "ناجى العلي" قصة وسيناريو وحوار بشير الديك، وبطولة نور الشريف ومحمود الجندى وليلى جبر، إلا أن الرقابة على المصنفات منعت عرضه.