«الكشكول» تصف النحاس باشا بالجنون
في مثل هذا اليوم التاسع والعشرين من أغسطس عام 1930 صدرت جريدة "الكشكول" وفى صدر صفحتها الأولى مقالا ناريا بعنوان "على مسرح السياسة" بقلم سليمان أفندى فوزى صاحب الجريدة ورئيس تحريرها يتهكم فيه على مصطفى النحاس باشا زعيم الوفد.
وقال في مقاله: "نجا والحمد لله دولة رئيس الوزراء من محاولة اغتياله بيد شخص أثيم، وإذا كان النحاس قد قال في اجتماع الهيئة الوفدية ـــــ على رواية بعض الصحف ــــ أن الحادث لقتل الحكومة فذلك لأن دولته لا بد أن يشعر أن رجله قريبة ولا بد وأن يكون مجنونا وأن يفهم القراء أن كلامه كلام مجانين".
وكشفت وليمة المندوب السامى للباشا النحاس وللنقراشى وزير المواصلات عن تلاعب الإنجليز المسئولين في مصر وقصر نظرهم مما تسبب في لخبطة الأمور في البلاد.. واستفحل الأمر حتى أن المسئول في إنجلترا المستر تشرشل خطب عن هذه الوليمة وقال إن حكومة حزب العمال تربى الثورات في الشرق كما يربون الثعابين في حدائق الحيوان".
كما عرف المسئولون الإنجليز أن عملية سفر مكرم عبيد وزميله ويصا واصف اللذين سافرا إلى لندن بحجة حضور المؤتمر البرلمانى الدولى والسبب الرئيسى لسفرهم هو دعوة المندوبين البريطانيين إلى زيارة مصر للعب عليهم والتمهيد لزيارة النحاس باشا الذي منعته الحكومة منها حرصا على الأمن العام ومنعا للفتن.
وكما نشرت "الكشكول" فمن الواجب على حكومة صدقى أن تمنع حتى نواب الإنجليز أو مندوبى المؤتمر الدولى من هذه الزيارة التي تستهدف إفساد الأمن في البلاد واضطراب حبل الطمأنينة والثقة والتي تكون باعث اعتداءات من الأجانب ومرافق الحياة العامة لا يمكن تقديرها.