رئيس التحرير
عصام كامل

بعد مقتل طالب الشروق «الحب مش كل حاجة».. خبراء يضعون معايير اختيار شريك الحياة.. الدين والأخلاق أهم الأسس.. التوافق الفكري والتعليمي والاجتماعي ضرورة.. قبول المظهر الخارجي والهدف من الزواج ا

 طالب الشروق وخطيبته
طالب الشروق وخطيبته

«خرج من الدنيا قبل ما يدخلها»... لسان حال شباب اتخذوا قرارا بالارتباط، بدون أن يدركوا المسئولية ومدى مناسبة شريكة الحياة لهم، فتحولت حياتهم لعذاب مميت، وفي النهاية دفعوا عمرهم ثمنا لذلك، سواء في فترة الخطوبة أو حتى بعد الزواج.


طالب الشروق
في قضية شغلت الرأي العام الساعات الماضية، قُتل طالب الشروق على يد والد خطيبته؛ انتقاما منه، ثم دفنوه في شقة سكنية بالدور الأرضي في منطقة الرحاب.

وحول أسباب الحادث كان هناك تضارب وأكثر من الرواية، فالرواية الأولى تقول إن المتهم ارتكب الجريمة لتورط المجني عليه في علاقة غير شرعية مع نجلته، وأشارت التحريات إلى أن خطيبة المجنى عليه استدرجت خطيبها من خلال اتصال تليفوني، للقاء في شقة بالرحاب، وأثناء دخوله الشقة فوجئ بوجود والدها وآخرين، قاموا بالتعدي عليه بالضرب حتى قتله، وهو ما أكده المتهم في التحقيق.

أما الرواية الثانية تقول إن الجريمة لا علاقة لها بالشرف، وأن السبب الحقيقي هو معرفة «بسام» تفاصيل أعمال غير مشروعة عن المتهم الرئيسي، منها الاتجار في المواد المخدرة وأن تربطه علاقات مالية مع والد خطيبته، وعندما طالبه المجني عليه باسترجاع أمواله تهرب منه والد خطيبته، فقرر أن يبعث له "بسام" رسائل تهديد بفضح أمره، وإظهار أنه ليس الشخص الذي بالبطاقة، وقصص تزويره واتجاره في المواد المخدرة وهروبه من أحكام قضائية بأكثر من 16 سنة حبس مع الشغل، فقرر الأب التخلص منه بالاستعانة بابنته.

المعايير
تلك الجريمة صفحة في سجل مليء بقضايا قتل الأزواج أو أحد أقاربهم لأزواجهم، بما يستدعي التعرف على المعايير والأسس التي ينبغي أن يضعها الشباب في الاعتبار أثناء اختيار شريك العمر كما وضعها الخبراء والمتخصصين.

الدين
كانت من أهم تلك الأسس، الدين والأخلاق، فالعلاقة الأبدية تحتاج إلى اختيار من يتحلى بالخلق الحسن والمعاملة الجديدة، كي يراعي الله في كل المعاملات التي تكون بين الطرفين.

كما يعد العلم والثقافة أحد المعايير الأساسية التي ركز عليها الخبراء لاختيار شريك الحياة، وخاصة أن الحياة متغيرة ومتجددة دائما ومليئة بالمعلومات، فيجب أن يكون شريك الحياة متحليا ولو بالحد الأدنى من العلم، لضمان حياة مستقبلية سليمة، وتعامل سليم بين الشريكين، ولبناء جيل واع على قدر من الثقافة، والأهم من ذلك أن يتحقق التقارب الفكري بين الشريكين بحيث يكون على مستوى متقارب من التعليم لتفادي المشكلات والناجمة عن النظرة الدونية.

البيئة المحيطة
وتشمل القائمة البيئة المحيطة والأسرة، فينبغي النظر إلى البيئة المحيطة لشريك الحياة وأسرته، لأنها مؤثر رئيسي في شخصيته، وأكبر دليل حادث اليوم، وذلك يساعد على تجنب التصادمات في المستقبل بين الشريكين نتيجة الاختلافات الكبيرة في نظام الأسرة والبيئة المحيطة، كما ينبغي أن يكون المستوي الاجتماعي أيضا على درجة متقاربة.

الحالة المادية
بعض الخبراء والمتخصصين لفتوا الانتباه إلى ضرورة أخذ الحالة المادية في الاعتبار، فالمادة هي عصب الحياة، وبها تقضى حوائج الإنسان من مأكل، وملبس، ومشرب، ومصروفات أساسية لحياة كريمة، لذلك وجب على الشريكين أن يكون لهما مصدر دخل ليسير مركب حياتهما بالشكل السليم.

ونهاية القائمة معرفة الهدف من الزواج؛ فمن أهم الأسس أن يحدد كل من الشريكين هدفهم من الزواج، فمن غير الصحيح أن يكون الهدف الأول والأوحد هو إشباع الرغبة الجنسية لدى كل منهما، بل يجب أن يكون هدفهم واضحًا من الزواج، كبناء أسرة سعيدة صالحة وإنجاب جيل سليم وصالح للمجتمع، ومساندة كل منهما الآخر في حياتهما، في السراء والضراء، والصحة والمرض، وكافة الظروف والأحوال.
الجريدة الرسمية