«الجهاز الوهمي في 57357».. أسامة داود يواصل انفراداته: الإمارات تبرعت بجهاز العلاج بالبروتون.. وأبو النجا خصص له مليار جنيه.. أطباء الأورام: أهميته محدودة.. وهناك بدائل أرخص بكثير
دعك من مماطلة وزارة التضامن الاجتماعى في إصدار تقريرها المرتقب منذ 3 أشهر عن إدارة أموال التبرعات المليارية في مستشفى 57357، ودعك من حالة التضليل الممنهجة التي تقودها الأذرع الإعلامية والأخطبوطية التابعة لمدير المستشفى الدكتور شريف أبو النجا، والتي تحصل على مرتباتها من أموال مرضى السرطان، ودعك من حالة الصمت المريب التي تكتنف جميع الجهات ذات الصلة بهذه القضية، فلا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد، ما يؤكد أن حملة "فيتو" الصحفية التي أطلقت في شهر مايو، على الإدارة غير الرشيدة لمليارات مستشفى 57357، لم تخالف الواقع، ولم تتجاوز الحقيقة، كما يفضح موقف الذين احتشدوا في خندق الشامتين والمشككين والذين في كل وادٍ يهيمون، ورغم كل ذلك، فلا يزال في جعبتنا الكثير، ولا تزال في حوزتنا مفاجآت صادمة ومزعجة لكل من يراهنون على نفاد صبرنا، أو نسيان الرأى العام.
وفى جديد ألغاز "أبو النجا" والذين معه، تكشف "فيتو" حقيقة تعاقد الأخير على شراء جهاز طبى مطعون في جدواه بمبلغ يصل إلى نحو مليار جنيه تم دفعها من أموال التبرعات، في الوقت الذي أعلن "أبو النجا" أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي من تبرعت به، إذن نحن أمام واقعة مزدوجة، شقها الأولى: إن أهل الاختصاص يطعنون في أهمية هذا الجهاز، والشق الثاني والأخطر هو تخصيص مليار جنيه لجهاز تم التبرع به من الأساس من جانب إحدى الدول العربية.
البداية
العلاج بالبروتون والذي يسمى أيضا بالعلاج البروتوني الإشعاعي، هو نوع من أنواع العلاج الإشعاعي والذي يستخدم البروتون عوضا عن الأشعة السينية X- Ray أو الفوتون أو الإلكترون لمعالجة السرطان، والبروتون عبارة عن جسيمات موجبة الشحنة والتي تشكل الوحدة الأساسية لجميع العناصر الكيميائية مثل: الأوكسجين والهيدروجين حيث تستطيع البروتون عالية الطاقة تدمير الخلايا السرطانية.
تخترق البروتون عالية الطاقة جسم المريض والتي تكون موجهة نحو الورم تماما وتتوقف عن الحركة في نهاية مداها والذي يكون مركز الورم بحيث تعطى طاقتها القصوى للخلايا السرطانية ثم تنخفض طاقتها إلى الصفر في بضع مليمترات وهذا يحمى الخلايا السليمة التي تكون موجودة بعد الورم.. هذا ما كشف عنه أنصار العلاج بالبروتون كبديل للإشعاع العادى.
بينما ومن خلال دراسة نشرتها مجلة المعهد الوطني لأمراض السرطان في بريطانيا، منذ نهاية 2012 والتي تؤكد أن العلاج بهذه الأشعة الباهظة التكلفة لسرطانات البروستاتا والمثانة والأعضاء المصمتة مثل الكلى لا تحقق أي تميز عن العلاج بالأشعة بتقنية IMRT منخفضة التكلفة، كما اتضح أن هذه الطريقة ليست بأفضل من الطريقة رخيصة الثمن التي تستخدم الأشعة العادية، كما أنها ليست أكثر فاعلية منها.
وعندما يتعلق الأمر بالآثار الجانبية، فإن الطريقة الجديدة ليست أيضًا بأفضل من الطريقة التقليدية، حيث يؤكد الدكتور جيمس يو، بجامعة ييل الأمريكية ذلك بقوله: «في واقع الأمر ليس هناك فرق كبير بين طريقة شعاع البروتون الحديثة وعلاج الأشعة التقليدي المعروف بالنسبة لعلاج مرض السرطان».. لكن بصرف النظر عن جدوى العلاج بالبروتون من عدمه إلا أن هناك وقائع جديدة نهديها إلى كل جهات التحقيق التي لا تزال لم تقدم ردًا لتساؤلاتنا عن مخالفات إدارة 57357 رغم مرور أكثر من 3 أشهر على ما قمنا به من فتح للملف، وذلك من خلال جريدة "فيتو" في 29 مايو الماضى.
الوقائع جديدة تتلخص في تعاقد المستشفى على شراء جهاز العلاج بالبروتون ومن خلال مناقصة محدودة والذي رصدت له المستشفى 65 مليون دولار لمصلحة شركة IBA البلجيكية المتعاقد معها في القوائم المالية لعام 2017، وقبل رصد هذه المبالغ بشهور أعلنت إدارة المستشفى أنها وقعت تعاقدًا على توريد الجهاز مع نفس الشركة كاشفة عن أن دولة الإمارات العربية الشقيقة هي من تولت سداد تكاليف شراء الجهاز.
والسؤال المشروع الذي يطرح نفسه، وننتظر الإجابة عنه ممن يهمه الأمر هو: كيف تدفع الإمارات ثمنا للجهاز بينما ترصد إدارة 57357 بعد 7 أشهر من التوقيع 65 مليون دولار لشراء نفس الجهاز؟
هناك العديد من الحقائق والوقائع نسردها حول الجهاز الذي تبرعت به الإمارات بينما اكتشفنا رصد مبالغ لشرائه، هذا بالإضافة إلى تحول الجهاز نفسه إلى محل خلاف في استخداماته ما بين مؤيد له على أنه يحقق نتائج إيجابية وبين معارضين له باعتبار ليس بينه وبين أجهزة العلاج الإشعاعى الأخرى أي فارق في النتائج.
تصريحات أبو النجا
في البداية نطرح التصريحات الرسمية للدكتور شريف أبو النجا خلال الاحتفال بتوقيع عقد توريد جهاز العلاج بالبروتون مع أوليفر ليجرين رئيس الشركة البلجيكية الموردة للجهازIBA، حيث قال أبو النجا: "لقد تم تمويل شراء الجهاز من عائد ماراثون الشيخ زايد الذي نظمته دولة الإمارات في مصر عام 2014 لصالح دعم مستشفى ٥٧٣٥٧ كوقف خيري لعائلة الشيخ زايد".. وشارك وقتها في حفل التوقيع سامى النقبى مسئول ملف الشئون الاقتصادية بسفارة الإمارات نائبا عن سفير الإمارات. هذا ملخص الخبر الذي نشر في مايو 2017.
وهنا تكون التساؤلات: كيف يعلن أبو النجا أن جهاز العلاج بالبروتون تولت دولة الإمارات الشقيقة تحمل تكاليف شرائه، وفى نهاية نفس السنة المالية 2017 وبعد 7 أشهر تقريبا من توقيع عقد الشراء تشير القوائم المالية إلى تخصيص 65 مليون دولار لشراء نفس الجهاز؟ وهو ما أشار إليه حازم حسن المراقب المالى لمؤسسة ومستشفى 57357 في القوائم المالية 2017، ومن قبلها جاءت نفس الإشارة في القوائم المالية في نهاية 2016، وفى نفس الصفحة التي تحمل رقم 14 من قوائم العامين وقال المراقب المالى: إن تلك المبالغ تم تدبيرها من فائض التبرعات الموجود في حسابات المستشفى والذي بلغ طبقا للقوائم المالية 3 مليارات و856 مليون جنيه في نهاية عام 2017 لمصلحة شراء الجهاز؟ بجانب مشروعات أخرى قيمتها 400 مليون جنيه، وطالما أن دولة الإمارات العربية تبرعت بشراء الجهاز لمصلحة مستشفى 57357 فلماذا يتم اعتماد مبلغ 65 مليون دولار لشراء نفس الجهاز؟
وحتى لا يتهمنا أحد بالتحامل فقد اعتمدت إدارة المستشفى سداد مبلغ 35 مليون جنيه تعادل 2 مليون دولار طبقا لما ورد في مرفق بالموازنة التقديرية لعام 2018 كدفعة مقدمة للشركة الموردة للجهاز وكان السداد في أبريل من نفس العام، أما عن سعر الجهاز فقد تم تكوين لجنة بت من نفس المجموعة التي تحكم وتتحكم وتدير مؤسسة ومستشفى 57357 لتختار من خلال مناقصة محدودة ــ مثلما يتم في معظم المشروعات والتوريدات وغيرها مما تقوم به المستشفى ــ جهاز العلاج البروتونى وترسية العملية على شركة IBA البلجيكية على النحو الوارد بقرارات اللجنة التنفيذية.
تساؤلات مشروعة
وإن كان ثمن الجهاز طبقا لما ورد بالقوائم المالية لعامى 2016 ــ 2017 هو 65 مليون دولار إلا أن الأرقام الواردة على لسان خبراء علاج الإشعاع في مصر أن ثمنه في المتوسط هو 30 مليون دولار فقط، وبالتالى ما هي القيمة الحقيقية للجهاز إن كان تبرعًا من الإمارات العربية أو من فائض التبرعات المليارية؟! ولماذا لم يعلن المستشفى على الرأى العام الثمن الحقيقى للجهاز وبناء على العقد الذي تم توقيعه مع شركة IBA البلجيكية في مايو 2017؟ وأين نص تقرير لجنة البت والذي وافق عليه مجلس الأمناء المنعقد في 28 يونيو 2016؟ ولماذا تم اعتماد شراء الجهاز من شركة IBA البلجيكية من خلال مناقصة محدودة ولم يتم طرح عملية الشراء على الشركات العالمية في مناقصة عامة خاصة أن ثمن الجهاز حسب كلام إدارة المستشفى والوارد في القوائم المالية 65 مليون دولار يعادل مليارًا و2 مليون جنيه تقريبًا؟ وكم عدد الشركات المنتجة لمثل هذا الجهاز في العالم؟ وما أسعارها؟ وكم عدد الدول التي قامت باستخدام العلاج بالبروتون؟ وعدد المراكز بكل دولة؟ وهل من المنطقى أن يتم توجيه ما يقرب من مليار جنيه لاقتناء جهاز العلاج بتكنولوجيا جديدة في الوقت الذي تنحصر استخداماته العالمية في أضيق حدود لعدم وجود فارق جوهرى بينه وبين الأشعة المتعارف عليها في العلاج؟
الانتقال من طرق الحصول على الجهاز الذي تبرعت الإمارات بسداد ثمنه وهو ما أعلنه المستشفى وبين حقيقة أن يتم رصد مبلغ 65 مليون دولار أي أكثر من مليار جنيه يحتاج إلى تفسير منطقى، لكن مع كل ما طرحناه من أحاديث عن جهاز العلاج بالبروتون وتكاليفه وغير ذلك علينا في المقابل أن نطرح الأساليب التي قررها مستشفى 57357 في علاج الأطفال المصابين بالسرطان وهل يتم علاجهم طبقا للبروتوكولات الموضوعة للعلاج؟ وما حقيقة وقف علاج الكيماوي للأطفال الذين تتطلب حالاتهم زرع نخاع؟ وهو ما يؤدى إلى تدهور حالاتهم الصحية وضياع فرصة شفائهم، وبالتالى يتم نقلهم إلى العلاج التلطيفى حتى الموت؟ وهل من المنطقى أن تتعاقد إدارة 57357 على شراء أجهزة بمئات الملايين من الدولارات لا يتم استخدامها في العالم إلا نادرا وتدفع مليارات الجنيهات في مشروعات ليس من بينها أي توسعات للقضاء على قوائم الانتظار للبعض وطرد آلاف الأطفال أيضا لنفس السبب وهو عدم توافر أماكن؟
هل من المنطقى أن نستعين بتكنولوجيا لم تستخدم إلا في أضيق الحدود في العالم بينما يتم وقف جرعات العلاج الكيماوى للأطفال ولمدة شهور بزعم عدم وجود مكان أو لعدم توافر الدواء؟
>> تفاصيل قصة مأساوية جديدة أبطالها: طفل موجوع وأب مكلوم وأطباء تخلوا عن واجبهم الإنسانى
وعلى ضوء ما ذكرناه نضع بجانب القصص الإنسانية التي استعرضناها خلال حلقات سابقة، قصة إنسانية أخرى لطفل تم حرمانه من فرص الشفاء بوقف العلاج الكيماوى عنه بالطبع ليس بمفرده، ولكن هو من وصلت لى تفاصيل حالته وهناك المئات غيره.
اتصل بى مواطن وقال: إن ابنى يعالج بمستشفى 57357 وقد أجلوا موعد جرعة الكيماوى، مؤكدًا أن التبرعات تأثرت بسبب ما أثرته في جريدة "فيتو" من حقائق تتضمن مخالفات الإدارة وتلاعبها بتلك الأموال والتبرعات، وطلب منى التوقف عن النشر أو التدخل لإلزام المستشفى باستكمال علاج ابنه لوضعه على قائمة انتظار حتى يصل إلى دوره في تلقى جرعات الكيماوى له وللأطفال مثله..
وقال الرجل: مع علمى بأن ما تناولته من مأساة للأطفال لا يمثل إلا القليل من الحقائق التي يصعب علىّ سردها خوفا من أن أجد ابنى خارج المستشفى بينما هو الآن ينازع الموت بعد أن أوقفوا جرعات الكيماوى عنه لمدة امتدت لثلاثة أشهر ومازلنا في انتظار حصوله على جرعاته.
وقال والد الطفل "م.ك.أ" نصًا: "أصيب ابنى بالسرطان ودخل المستشفى في شهر فبراير 2017 وبعد قائمة انتظار خارج المستشفى تم التشخيص بأنه ورم على الصدر في الناحية اليسرى فقط"، مضيفًا: "تم تحويل الطفل لقائمة الاستشارى الدكتور "ع. ش" وبدأ العلاج الكيماوى وخضع لـ 6 جرعات ثم تم إجراء جراحة لاستئصال الورم وحققت نجاحا بنسبة 90% حسب ما قاله الطبيب، ثم تم أخذ ثلاث جرعات كيماوى مخفف في "day care" وهي الرعاية النهارية لعدم وجود أسرة بالمستشفى ولكن تم تأجيل العلاج مرة أخرى ووضعنا على قائمة انتظار للحصول على الجرعة التالية له".
يضيف الأب المكلوم: "غادر المستشفى ابنى دون استكمال جرعات الكيماوى ولمدة 3 أشهر لتبدأ الحالة في التدهور وبدا الطفل عاجزا عن الحركة، كما لم نستطع أن نلتقى خلال الشهور الثلاثة باستشارى الحالة "ع. ش" بالمستشفى بل كان يوجد مكانه أطباء آخرون لا يجيبون عن تساؤلاتنا وعند زيارة خبراء في طب الأورام من الولايات المتحدة الأمريكية للمستشفى وقعت إحدى الخبيرات الكشف عليه وبدأت أتحدث معها عن حالته وهنا طلبت الطبيبة الأمريكية إجراء فحوصات جديدة وكانت المفاجأة أن الورم نتيجة لتوقف العلاج امتد إلى النخاع والحوض، أي حدث انتشار للمرض لتركه دون علاج وبدأ الطفل يتألم آلامًا شديدة".
يتابع الأب الموجوع: "مسئولة علاقات المرضى بالمستشفى طلبت منى كتابة مذكرة تفصيلية بالواقعة ورفعها للإدارة، بعد عجزها عن إلزام الأطباء بالقيام بواجبهم الإنسانى"، مضيفًا: "بناء على المذكرة، طلب المدير الطبى بالمستشفى مقابلتى، وصعدت إلى مكتبه مع مسئولة علاقات المرضى ثم بدأنا نتحدث فقال لى بالفعل: إن هناك خطأ وبرر ذلك بكثرة الحالات، وعدم كفاية الأماكن والأسرَّة ثم طلب الطبيب "ع. ش" وأسند له الإشراف على علاج ابنى وعرفت منه أنه تحول إلى جرعات مكثفة (IC) وطلب منى الطبيب المعالج على المستوى الشخصى أن أنقل ملفه إلى مستشفى 57357 بطنطا التابع لهم حتى أنقذ ما تبقى من ابنى حسب وصفه لى هروبًا من قائمة الانتظار".
يكمل الأب: "وبالفعل طلبت نقل الملف وتم إسناد الحالة إلى الاستشارى الدكتور "أ. ج" وبدأ معه العلاج الكيماوى وتم إعطاؤه أربع جرعات وأبلغنى الطبيب بالتوقف عن استكمال البروتوكول، ودون إبداء أسباب وتم ترك ابنى لمدة شهرين دون علاج ليعود إليه الألم بالحوض مرة أخرى"، لافتًا إلى أن صغيره ليس عليه إلا أن ينتظر الموت مستعينا بالمسكنات بعدما تم حجزه بالطوارئ نتيجة لتدهور حاد وارتفاع في درجة الحرارة، ولم أستطع مقابلة الاستشارى "أ. ج" بعدها فالتقيت بالاستشارى الدكتور "ى. ى" والذي اطلع على الحالة وملفها وقال لى بالنص إن ابنى حرارته لن تنخفض إلا إذا تم إعطاؤه جرعات الكيماوى، لكنه من الصعب أن يتولى حالة تم إسنادها إلى استشارى آخر."
يقول الأب المأزوم: "بعد معاناة.. تمكنت من الاتصال تليفونيا بالاستشارى عبر استعلامات مستشفى 57357 في طنطا وأثناء حديثى معه أكد أن المرض تمكن من ابنى ولا يستطيع السيطرة عليه أو العمل على تخفيض الحرارة، ورفض استئناف جرعات العلاج الكيماوى التي أوصى بها الأطباء، وابني حاليا بين الحياة والألم والموت".
ليست حالة الطفل "م. ك" أو "يوسف" أو "ريتاج" أو "رؤى".. ممن سبق وتناولنا حالاتهم لكنها سلسلة متصلة من وضع نهاية لحياة الأطفال، لأسباب قد تكون متعلقة بوقف العلاج الكيماوى دون مبررات.
الغريب أن معظم الحالات التي تحتاج إلى زرع نخاع هي من يتم التعامل معها بوقف جرعات الكيماوى دون إتمام تلك الجرعات ونتيجة لذلك تتدهور حالاتهم ويفشل علاجهم.. فهل ترغب إدارة 57357 في التخلص من تكاليف زرع نخاع أطفال ربما لمحدودية نسبة نجاح تلك العمليات؟
يقول البعض الأعمار بيد الله.. ولكن وقف العلاج الذي يستهدف الوصول للأطفال إلى حالة التدهور ثم فقدان فرصة الشفاء هي الرصاصة التي تطلق في صدور أبنائنا فلذات أكبادنا.. وهو نوع من أنواع القتل الذي يبغضه الله.
أتساءل وأسأل علماء طب الأورام ليس في مصر ولكن في العالم: ماذا نطلق على تعمد وقف جرعات الكيماوى عن الأطفال والمبرر: لا توجد أسرّة؟ ماذا يعنى الإصرار على وقف الجرعات للمرة الثانية لمدة 3 أشهر بالمخالفة للبروتوكولات العلاجية والمخالفة لقرار الاستشاريين بالمستشفى؟
ماذا يعنى كل هذا؟ ولم أقل ماذا يعنى طرد الأطفال المرضى من أمام المستشفى؟ باعتبار أن عدم قبول آلاف الأطفال وطردهم هو من الأمور المتعارف عليها في 57357.
ماذا يعنى الادعاء بأن ليس لدينا أموال وبزعم تأثر التبرعات في حين تقدم إدارة المستشفى 300 مليون جنيه للصرف الصحى؟
ماذا يعنى الادعاء بعدم وجود جرعات علاج كيماوى تكفى الأطفال بينما نقدم 65 مليون دولار لشراء جهاز علاج بالبروتون يمثل قمة الرفاهية وليس فيه ما يميزه عن أجهزة الأشعة المتعارف عليها؟ في حالة إن لم تكن قد تبرعت بثمنه الإمارات العربية.
حتى لو كان له أهمية أليس من الأولى عدم وقف الكيماوى عن الأطفال إنقاذًا لحياتهم، قبل الاستعانة بجهاز يتخطى ثمنه المليار جنيه ليس له استخدام أكثر من الأجهزة العادية؟
صدمت من المحاولات اللا إنسانية التي تقوم بها الإدارة لمعاقبة الأطفال المرضى وفى محاولة لإظهار الحملة بأنها تستهدف الأطفال ولا تستهدف فساد إدارة المستشفى.
قلت للمواطن إن المستشفى حصد من التبرعات المليارات، مما يجعلها أغنى مؤسسة في العالم وأن لديها فائضًا بعد كل عمليات التبديد تتجاوز 3.3 مليارات جنيه في نهاية 2017 حسب الموازنة التقديرية، بينما تصل تلك الأرقام في نفس الوقت إلى 3.856 مليارات طبقا للقوائم المالية.
وأن المعهد القومى للأورام الذي يعالج سنويا نحو 325 ألف مريض سرطان يتلقى من الدولة والتبرعات ما بين 100 و150 مليون جنيه ولم يؤجل أو يؤخر مواعيد جرعات الكيماوى وأنه يعالج من الأطفال أكثر مما تتولى مؤسسة 57357 علاجهم بالإضافة إلى علاج الكبار.
"نقلا عن العدد الورقي..."