«طرابلس تبكي دما».. فوضى مسلحة في العاصمة الليبية (فيديو وصور)
وقعت العاصمة الليبية «طرابلس» رهينة في قبضة الميليشيات المسلحة المتصارعة منذ ساعات اليوم الإثنين، وسط عمليات قتل وقصف عشوائية.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، الحصيلة الأولية لإعداد القتلى والجرحى جراء الاشتباكات التي تشهدها العاصمة.
وأوضح المكتب الإعلامي للوزارة عدد الجرحى بلغ 31 شخصا، فيما بلغ عدد القتلى 5 أشخاص.
موضحا أن مستشفى طرابلس الجامعي، استقبل جريحين اثنين، و4 وفيات، فيما استقبل مستشفى الهضبة العام، 5 جرحى، منهم 2 في العناية الفائقة بالإضافة إلى قتيل واحد.
واستقبل مستشفى الحوادث أبو سليم 4 جرحى، فيما استقبلت مصحة المختار 16 جريحا، إضافةً إلى 4 حالات أخرى في العناية.
الحيطة والحذر
فيما دعا المستشفى الميداني بطرابلس المواطنين إلى "مراعاة أخذ الحيطة والحذر بالمواقع القريبة من الاشتباكات، والبقاء في منازلهم والابتعاد عن أسطح المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى".
وبحسب وكالة الأنباء الليبية "وال" فقد دعا المستشفى المواطنين في حالة الطوارئ إلى الاتصال بالإسعاف والطوارئ.
وأكدت مصادر مطلعة نزوح العائلات بشكل جماعي من مناطق الاشتباكات في العاصمة.
وقالت المصادر أن الأهالي مصابون بحالة من الذعر والهلع جراء الاشتباكات التي المندلعة جنوب طرابلس.
اللواء السابع
واستنكرت إدارة الحرس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق الوطني بشدة "الهجوم الذي تشهده ضواحي طرابلس والذي روع المواطنين الآمنين".
وقالت إدارة الحرس الرئاسي، بحسب بيان لها اليوم، أن "اللواء السابع- المسئول عن الأحداث- لا يتبع الحرس الرئاسي إطلاقا، وأنها تدعو كافة الأطراف إلى تحكيم لغة العقل ووقف القتال فورا وعدم المساس بأمن العاصمة طرابلس".
وأضاف البيان، أن الحرس الرئاسي لا يتحمل أي بيانات أو ملصقات تصدر عن أي جهة أو في أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، باستثناء الصفحة الرسمية للحرس الرئاسي، وأن الحرس الرئاسي جهة نظامية تتبع حكومة الوفاق، وموقفه من موقف حكومة الوفاق.
قلق دولي
أعرب السفير البريطاني لدى ليبيا فرانك بيكر عن قلقه إزاء العمليات العسكرية التي تشهده طرابلس دون توقف منذ ساعات.
وقال في تغريدة على موقع "تويتر": "قلقٌ حول الاشتباكات في طرابلس". مضيفا: "ندعو جميع الأطراف لوقف العمليات العسكرية، وحماية المدنيين، وضمان احترام القوانين الدولية لحقوق الإنسان وضبط النفس والتحاور لتهدئة الأوضاع الأمنية".
من جانبها أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا- متابعتها بقلق شديد الاشتباكات الجارية في طرابلس وما حولها، ودعت جميع الأطراف إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العسكرية.
وعبرت البعثة عن القلق من استخدام النيران العشوائية والأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية ذات الكثافة السكانية العالية، مما يهدد أرواح المدنيين، وتذكّر جميع الأطراف بواجبها في حماية المدنيين، وفقًا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وشددت على أنه يجب عدم السعي إلى تحقيق الأهداف السياسية عن طريق العنف، وتحذر من أن تزايد المجموعات المسلحة والأعمال العدائية والخطاب العدائي ينذر بخطر حدوث مواجهة عسكرية واسعة النطاق.
اتفاق نصف الشهر
وبدأت الأحداث عندما تحرك اللواء السابع، المعروف شعبيا باسم «الكانيات»، والمتمركز في مدينة ترهونة وقصر بن غشير بمنطقة سوق الأحد، جنوب العاصمة طرابلس حيث منطقة خلة الفرجان التي يقع فيها معسكر اليرموك، وجنوب شرقها حيث منطقة وادي الربيع، بحيث أصبحت على تماس مباشر مع مناطق كتيبة ثوار طرابلس، التي توجد في أكثر مناطق العاصمة، منذ إخراج كتائب الإسلام السياسي في ديسمبر 2016، إضافة لكتيبة 42 المتمركزة بمنطقة وادي الربيع.
ما يسم «اللواء السابع» قال في بيان له أن تحركه نحو العاصمة، جاءَ بناء على تعليمات من المجلس الرئاسي الذي يرأسه فايز السراج، عقبَ اجتماع استثنائي عقد منتصف هذا الشهر، تم الاتفاق فيه على تأمين حدود بلديات النواحي الأربعة الإدارية.