«ولا تقتلوا أولادكم».. خبراء علم النفس يكشفون أسباب قتل الآباء لأبنائهم.. الباسوسي: أمراض نفسية واضطرابات في الشخصية.. جمال فرويز: ارتفاع درجات الحرارة وغياب الوازع الديني
علامات التعجب تملأ الوجوه، والقلق والخوف يسيطر على القلوب، والكل يقف في تعجب وذهول، يتساءل هل اقترب يوم القيامة؟ أم نحن في كابوس لا نستطيع الاستيقاظ منه؟!.. مر على الشعب المصري أسبوع صعب، شهد المجتمع خلاله حوادث غريبة من نوعها لقتل الآباء لأطفالهم بأبشع الطرق دون سبب يذكر، تزايدت التساؤلات حول أسباب تلك الحوادث، ومتى سينتهي هذا الكابوس.
كانت أبرز تلك الحوادث، قتل "محمود. ن" 33 سنة، لنجليه "ريان" 5 سنوات، و"محمد" 3 سنوات، بإلقائهما في نهر النيل بمدينة فارسكور بدمياط، وعلى غرار نفس الجريمة ألقت سيدة طفليها داخل ترعة اليوسفي بعزبة الشيخ عيسى، التابعة لقرية صفط الخمار بمركز المنيا، بسبب خلافات مع زوجها، ونجا الرضيع وغرق الأخ الأكبر، ونجحت قوات الإنقاذ في انتشال الرضيع قبل غرقه فيما لقي الثاني مصرعه، وهو ما يستدعى استعراض رأي خبراء علم النفس.
المناخ السائد
وقال "أحمد الباسوسي" استشاري الطب النفسي، إن مثل هذه الحوادث عبارة عن طاقة غضب كانت تفرغ في الماضي بأي طريقة أخرى، ولكن اليوم طالت أضعف طرف وهم الأطفال.
وأكد أن ذلك شذوذ موجود في الشخصية يرجع إلى سببين، المناخ السائد في المجتمع وما حدث في قيم المصريين وما يشهده المجتمع من ظروف اقتصادية عصيبة.
وأشار إلى تراجع الكثير من القيم الإيجابية على حسب مشاعره سلبية أخرى مثل الأنانية والقيم الاستهلاكية، منوها بأن تلك الحوادث لا يمكن عزلها نهائيا عن المناخ السائد، فالمناخ المحلي في مصر والتطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي السائد، وحتى التطور الدولي نفسه يلعب دور فيها.
اضطرابات في الشخصية
وأوضح الخبير النفسي أن السبب الثاني يكمن في الشخصية، حيث تعاني من مشكلات اضطرابات وربما أمراض نفسية، ولكني لا أستطيع أن أقول عليه أنهم مجانين، تتفاعل الاضرابات مع ظروف البيئة فينجم عنها مثل هذه الحوادث.
وقال: "من خلال مشاهدتي لفيديو اعتراف قاتل طفليه في الدقهلية لاحظت عليه حالة من الاضطراب واستعداد شخصيته لإخراج هذا السلوك، أو أي سلوك غير متوقع في أي وقت"، مشيرا إلى أنه للتخلص من تلك الجرائم لا بد من مواجهة تلك الأسباب.
ارتفاع درجات الحرارة
وقال "جمال فرويز" الطبيب النفسي إن ارتفاع درجة الحرارة في الصيف يؤدي إلى زيادة تدفق الدم داخل جسم الإنسان وزيادة نسبة الهيموجلوبين وبالتالي يتسبب ذلك في العصبية، كما أن الانهيار الثقافي داخل الأسرة سبب رئيسي في تلك الحوادث، أما السبب الثالث فهو غياب الوازع الديني وزيادة أهل النفاق الذي يبثون سمومهم داخل المجتمع المصري.
وأضاف: "كل جريمة من جرائم قتل الآباء لأطفالهم ظروفها وملابساتها التي تختلف كثيرا عن غيرها، فعلي سبيل المثال الأم التي ألقت طفليها في المياه في المنيا شخصية عصبية هستيرية، فعلت ذلك تشبها بأب الدقهلية، وذلك لجذب الانتباه إليها".