سر انقلاب الكيان الصهيوني على سياسات دونالد ترامب
بالرغم مما قدمه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لدولة الاحتلال من خدمات جليلة على رأسها الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة للاحتلال ونقل السفارة الأمريكية بإسرائيل إلى القدس إلا أن الكيان الصهيوني أصبح يلمح من خلف الكواليس خلال الآونة الأخيرة إلى خطورة سياسات الرئيس الأمريكي على المنطقة بل ويحذر من أن استمراره في هذا النهج سيؤدي إلى إشعال الشرق الأوسط.
سياسات فاشلة
المصادر الإسرائيلية أكدت اليوم الإثنين، لموقع "واللا" الإخباري العبري، أن هناك قلقا صهيونيا وشبه انقلاب إسرائيلي ضد سياسات ترامب التي من شأنها أن تشعل المنطقة، وأعربت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بشكل خاص عن خشيتها من قرار ترامب بشأن سحب الاعتراف بحق العودة للفلسطينيين.
وحسب خطة ترامب فإن نحو 4.5 ملايين فلسطيني لن يكونوا لاجئين في عيون الولايات المتحدة بعد الخفض الرسمي للمساعدات الأمريكية للفلسطينيين، وتنوي واشنطن الاعتراف بنحو نصف مليون فلسطيني فقط، من بين خمسة ملايين فلسطيني، وهى الخطة التي تنسف حلم العودة الذي ظل دومًا من القضايا الرئيسية في الصراع العربي الإسرائيلي، ولا تقل الخطوة خطورة عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
إشعال المنطقة
من جانبه حذر مصدر أمني إسرائيلي رفيع بحسب قناة "i24 نيوز" الإسرائيلية من أن السياسات الأمريكية قد تشعل المنطقة التي تقف أساسًا على حافة الاشتعال والانزلاق نحو التصعيد، موضحًا أن ما يعزز القلق لدى أجهزة الأمن إزاء هذا القرار هو التزامن مع القرارات الأمريكية بتقليص الميزانيات المالية الأمريكية التي تنقلها للفلسطينيين.
والمحلل الإسرائيلي، أمير بوحبوط، تطرق إلى فشل الإدارة الأمريكية في إيجاد حل وقال إن المسألة حاليًا عالقة أمام السلطة الفلسطينية وفي الوضع الحالي خيارين اثنين: الخيار الأول يتمثل بالتوافق مع حماس على بنود التسوية وجلب تهدئة طويلة المدى، أما الخيار الثاني فهو أن يرفض رئيس السلطة أبو مازن التسوية بطريقة دبلوماسية بالتزامن مع زيادة الضغوطات على حماس، بما في ذلك تقليص ميزانية رواتب موظفي السلطة في غزة ووقف تمويل البنى التحتية كمحطات التحلية والكهرباء في غزة.
وأوضح المحلل الإسرائيلي أن جيش الاحتلال يواصل استعداداته لرفع التأهب والجهوزية خشية تدهور الوضع الأمني وخصوصا في ظل اقتراب فترة الأعياد اليهودية في إسرائيل، والمعروفة بأنها فترة من المعتاد أن يسودها التوتر الأمني، في ظل إدراك حماس لمدى حساسية هذه الفترة بالنسبة لإسرائيل، إذ أن أجهزة الأمن تفضل حل معظم المشكلات الأمنية العالقة قبل بدء فترة الأعياد، أو على الأقل تسكين هذه المشكلات إلى ما بعد الأعياد.
فشل بسوريا
فيما يظهر تقرير إسرائيلي فشل سياسة الردع الأمريكية في سوريا، مؤكدًا أن توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين سوريا وإيران تعد ردًا حاسمًا على دعوات واشنطن للخروج الإيراني من الأراضي السورية، بما يعني الفشل الأمريكي في سوري الذي يغضب إسرائيل.
وأشار تقرير صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية اليوم الإثنين، إلى توقيع وزير الدفاع الإيراني أمير خاتمي اتفاقية تعاون عسكري مع نظيره السوري عبدالله أيوب.
وأضافت أن هذه الاتفاقية تأتي ردًا على الضغوط الأمريكية على إيران لوقف مشاركتها في الحرب في سوريا. كما التقى خاتمي، الذي وصل إلى دمشق أمس، بالرئيس السوري بشار الأسد، وأشاد بالعلاقات القوية بين البلدين ووعد بالمساعدة في إعادة إعمار البلاد بعد الحرب الأهلية.
وربطت بين زيارة خاتمي والتحضير للهجوم الكبير الذي يخطط له جيش الأسد في منطقة إدلب الشمالية ضد تركيز قوات المتمردين التي عرفها على أنها جماعات إرهابية.