رئيس التحرير
عصام كامل

سعفان: انخفاض معدل البطالة 9.9% يدل على سير الدولة في الطريق الصحيح

محمد سعفان وزير القوى
محمد سعفان وزير القوى العاملة

افتتح وزير القوى العاملة محمد سعفان، اليوم الأحد، الملتقى الأول للسلامة والأزمات والكوارث، بقاعة الاحتفالات الكبرى بكلية الهندسة جامعة المنوفية، لزيادة التوعية في مجال السلامة والصحة المهنية لجميع الجهات الحكومية وغير الحكومية.


كما قام الوزير خلال الافتتاح بتوزيع 1150 شهادة على العمالة غير المنتظمة المسجلة بسجلات مديرية القوى العاملة بالمحافظة، في إطار اهتمام الدولة بهذه الفئة التي تمثل شريحة كبيرة من المجتمع المصري، وفي إطار المبادرة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، للضمان الاجتماعي وشهادة أمان بشأن العمالة غير المنتظمة.

جاء ذلك بحضور الدكتور معوض محمد الخولى رئيس الجامعة، والدكتور أيمن مختار سكرتير عام المحافظة، وعفيفي محمد عفيفي مدير مديرية القوى العاملة بالمنوفية، والدكتور عبد الرحمن قرمان نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع، والدكتور عادل مبارك نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور علوى الخولى عميد كلية الهندسة، وأيمن ربيع رئيس الإدارة المركزية للسلامة والصحة المهنية، وكيميائي محمد عبد الستار منتصر مدير عام الإدارة.

أكد الوزير أن الملتقى يرتكزُ أساسًا على ثلاثة محاور رئيسة، مشيرًا إلى أن المحور الأول يتمثل في نشر ثقافة السلامة ومواجهة الأزمات والكوارث، وأوضح أن اختيار جامعة المنوفية ينبع من كون الجامعات هي منارات تنير وتضيء الطريق الصحيح للمواطنين بأي محافظة.

وشدد سعفان على أن مسألة السلامة ليست مسألة تجهيزات ومعدات والتزام بتعليمات فقط، بل هي مسألة سلوك لكل فرد وفي أي بيت، وهو ما نعمل جاهدين في سبيله لمحاولة تغيير هذا المفهوم والخروج من الإطار المعروف عن السلامة، وإحياء هذا الفكر خروجًا به من دائرة الجمود إلى دائرة الحياة وإيجاده واقعًا وسلوكًا في حياة جميع المواطنين.

وأوضح الوزير أن نشر ثقافة السلامة تعتبر مسئولية مجتمعية يتشارك فيها الجميع، وأن الوزارة لا تدخر جُهدًا في إعطاء كل إمكاناتها وخبراتها في مجال السلامة بالتعاون التام بين الوزارة وجميع مديرياتها، وبالتعاون مع الجامعات لتقديم هذه الثقافة المهمة ونشرها في ربوع الوطن وبين أوساط المواطنين.

وقال الوزير: إن الهدف الأول هو الفرد المصري بأن يكون عنده القدر الكافي من هذا الوعي والفكر، مما يؤكد أن الاهتمام الأساسي والأول للدولة المصرية يتمثل في الاهتمام بالإنسان قبل الاهتمام بالبنيان.

وأضاف الوزير أن المحور الثاني يتمثل في العمالة غير المنتظمة، أساس البناء والتنمية مشيرًا إلى أنه بفضل المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح الرئيسي، تم التوصل لما نراه مُشَاهَدًا أمام أعيننا اليوم، مؤكدًا أن القوى العاملة كانت وما زالت الجهة الوحيدة في مصر التي تنظر للعمالة غير المنتظمة بعين الاعتبار وتضعهم دائمًا نصب أعينها.

وأشار إلى أن الوزارة حاولت مرارًا وتكرارًا وضع عملية لحصر هذه الفئة من العمال إلا أنها كانت تعتبر أرقامًا هزيلة لا تعبر عن الواقع، إلا أنه بفضل مبادرة الرئيس تم حصر 2.3 مليون عامل من العمالة غير المنتظمة.

ولفت سعفان إلى أن هذا الحصر يمثل عينة جيدة للعمل من خلالها لوضع الآليات والسُبُل الواقعية لتوفير الرعاية والحماية صحيًا واجتماعيًا لهذه الفئة من العمال، وذلك بالتعاون مع الوزارات والأجهزة المعنية والتنظيم النقابي المصري، التي تُعنى بالعمالة غير المنتظمة.

وأوضح الوزير أنه على رأس الأولويات والاهتمامات مسألة تشغيل العمالة غير المنتظمة وتدريبها لضمان جاهزيتها لمواجهة سوق العمل بجميع متطلباته، وثقل مهاراتهم بالتدريب الجيد الحقيقي والفعلي.

وأشار إلى أنه حينما تشعر باقي هذه الفئة من العمال بما تقدمه الدولة من اهتمام حقيقي وفعلي لهم ستتدافع للتسجيل تلقائيًا وإقدامًا منهم بما سيرونه أمام أعينهم من جهد ملموس.

وقال: إن المحور الثالث هو أهم المحاور جميعًا، وهو الركن والأساس الذي يرتكن عليه المحورين السابقين، هذا المحور هو مصر، طالبًا من جميع المواطنين أن تكون مصر فوق أي اعتبار، كونها مستهدفًة من جهات داخلية وخارجية، الأمر الذي يتطلب تكاتف جميع أبناء الوطن لحماية هذا البيت الذي يجمعنا جميعًا، وتنمية الحس الوطني، لمعرفة ما يتم من مكائد مدبرة لإسقاط الدولة المصرية.

وأشار إلى أن الدولة تسير بخطى مستقرة، وبنهجٍ سليم نحو الطريق الصحيح، مدللًا على ذلك بانخفاض نسبة البطالة إلى 9.9% بعدما كانت قد قاربت 13.3% في الربع الثاني من عام 2014، مما يؤكد الجهود المُضنية المبذولة من الدولة.

وطالب الوزير جموع العمال ببذل المزيد من الجُهد والعرق لرفع مكانة مصر ودفع عجلة الإنتاج والعمل على إنماء الاقتصاد المصري وإعلائه.

وأشار إلى أن هذا لن يتأتى إلا ببذل الغالي والنفيس من جميع المواطنين حتى ربة المنزل في بيتها يقع عليها دور ومسئولية في رفعة اقتصاد البلاد، مستطردًا أن من أراد الوصول عليه ببذل كامل مجهوده وطاقته.

وفي ختام كلمته وجه وزير القوى العاملة خالص شكره وتقديره لجميع الشعب المصري على تحمله وما عاناه من ضغوط بسبب القرارات الاقتصادية.

وأشاد بالحس الوطني للمواطنين لمعرفتهم التامة أن بعد العسر يسرًا وأن هذه القرارات تأتي لإعادة بناء الوطن بعد سنوات عجاف عانى منها المواطن، ومحاولات لإهدار الدولة المصرية.

ووجه الشكر للرئيس السيسي على إحساسه الدائم بالمواطن المصري بهمومه ومشاكله، طالبًا من جميع المواطنين بذل المزيد من الجُهد للحفاظ على مصر لأبنائنا وأحفادنا مصونًة محروسًة دائمًا وأبدًا بإذن الله.

وأعرب رئيس الجامعة عن فخره بأن يكون الملتقى الأول في رحاب جامعة المنوفية، مشيدًا بهذه الفكرة المثمرة كونها بداية لفكر جديد خارج الصندوق والأطُر المحددة مسبقًا.

ونوّه بأن مفهوم السلامة يعتبرُ من المفاهيم غير الواضحة لدى شريحة كُبرى من المجتمع، سوى بعض المعلومات السطحية التي لا تكفل تطبيق معايير الأمان الحقيقية على النحو المطلوب، ما يدعونا إلى إعادة تأصيل هذا المفهوم.

وأشار إلى أن تنفيذ هذا الملتقى داخل الجامعة يمثلُ خطوة على الطريق الصحيح لنشر الثقافة والوعي اللازميْن لدى أكبر قدر ممكن من شرائح المجتمع عن طريق تبادل الأفكار وتلقيحها بين أبناء الجامعة طلابًا وموظفين، فضلًا عن أعضاء هيئة التدريس، وذلك بالتفاعل ونقل خبراتهم مع مجتمعاتهم وبيئتهم المحيطة بهم، مما يؤدي لنشر الثقافة على نطاق أوسع.

ولفت إلى أن جامعة المنوفية بها 21 كلية، ونحو 100 ألف طالبًا، و4500 عضو هيئة تدريس، ونحو من 18 إلى 20 ألف طالب دراسات عليا، و12 ألف موظف وإداري، وأنه بتمكين جميع أبناء الجامعة من هذه الثقافة سنصل إلى النتائج المرجوّة.

وأكد أن الجامعة على أتم وأكمل استعداد لتقديم الدعم اللازم والكافي بالتعاون مع وزارة القوى العاملة لتدريب المجتمع بجميع فئاته وأطيافه على ثقافة السلامة، وذلك داخل قاعات وأروقة الجامعة، وتذليل جميع العقبات التي قد تواجه ذلك، للوصول إلى التعامل بعلم وهدوء وحرفية ومهنية مع أي أزمة طارئة قد تواجه أي شخص في حياته.
الجريدة الرسمية