رئيس التحرير
عصام كامل

جون ماكين.. رحلة السياسي المخضرم تطوى آخر صفحاتها

جون ماكين
جون ماكين

توفى في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، السيناتور الأمريكي المخضرم جون ماكين، أحد صناديد السياسة الأمريكية السوداء، وأبرز الأسماء التي لعبت دورا كبيرا في قضايا وأزمات المنطقة العربية، كما استحوذ على الكثير من مفاتيح وخبايا صناعة القرار الأمريكي.


نشأته
في عام 1963، ولد ماكين ونشأ في أسرة راقية، لأب عسكري، وقائد للقوات الأمريكية في الكثير من قواعدها، وحروبها المختلفة، وأبرزها حرب فيتنام.

التحق ماكين، بالأكاديمية البحرية الأمريكية وتخرج منها في 1958، وفي عام 1967 تم إرساله إلى فيتنام، ليقود طائرات «إيه-4 سكاي هوك»، عندما كان على متن حاملة طائرات في خليج تونكين، نجا من الموت في كارثة أسفرت عن مقتل 134 جنديا أمريكيا.

اعتقاله في فيتنام
شارك ماكين، ضمن القوات الأمريكية في حرب فيتنام، قبل القبض عليه، وسجنه لأكثر من 5 سنوات، بسجن «هانوي هيلتون»، حيث تعرض للتعذيب مع غيره من المعتقلين حينها.

اعتبر ماكين بمثابة مبعوث أمريكا، بعد انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ، لفيتنام، في سبيلها لإعادة رفات الجنود الأمريكيين الذين قضوا في الحرب.

عالم السياسة
منذ انضمام جون ماكين، للحزب الجمهوري بزغ نجم سياسي محنك، سطع في سماء الولايات المتحدة الأمريكية، حيث نجح في تكوين جبهة داعمة له داخل الحزب الجمهوري نفسه، أقدمت على تحدي قرارات واتجاهات الحزب داخل مجلس الشيوخ الذي ظل عضوا به من عام 1987 وحتى 2018.

خاض الكثير من المعارك خلال انتخابات الحزب الداخلية عام 2000، منافسا بوش الابن على تمثيل الحزب الجمهوري، قبل أن ينهزم أمامه، ليعلن بعدها دعمه له ولبرنامجه خلال الانتخابات وبعدها، وكان من أشد مؤيدي قراراته.

القرب من الديمقراطيين
اعتبر القيادي الجمهوري البارز، أحد أقرب أفراد تياره للحزب الديمقراطي المنافس، مما سبب له الكثير من الأزمات والمشكلات مع التيار المحافظ، كما أكسبه عداء اليمين الديني المتطرف.

دعمه لغزو العراق
من أكثر ما أخذ وانتقد عليه السيناتور، هو دعمه لغزو أمريكا «بوش الابن»، للعراق، واستخدام القوة العسكرية للإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ونظامه، كما أيد بعد ذلك اعتقال وسجن صدام، رغم انتقاده لمنهج التعذيب ضد المعتقلين، وسجن جوانتانامو سيئ السمعة.

انتخابات 2008
خاض جون ماكين، انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2008، كمرشح جمهوري ضد مرشح الحزب الديمقراطي باراك أوباما، حيث تقدم أمام أوباما بنسبة 47.6% صوت وكان حينها نصيب أوباما 44.8% صوت وبعد شهرين تقدم الأخير على ماكين بنسبة 50.8 صوت وفاز عليه بثلاث مناظرات ما قبل الرئاسة وظل جون ماكين كعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي حتى 2018

السياسة الخارجية
من أكثر الملفات التهابا في حياة ماكين، ملف السياسة الخارجية الذي أعتبر في كثير من الأحيان مندوبا لمجلس الشيوخ لمنطقة الشرق الأوسط والوطن العربي تحديدا، كما لعب الكثير من الأدوار أبان فترة الربيع العربي في البلدان التي ضجت بالاحتجاجات والحركات الشعبية، في مصر وتونس وليبيا وسوريا.

كان ماكين، من أبرز القادة الأمريكيين دعما لفكرة تنحي مبارك، حيث حثه على ضرورة دعم الديمقراطية، والبدء في عملية انتخابية شاملة وعظم دوره أبان فترة حكم الإخوان، كما أسند مجلس الشيوخ له مهمة متابعة الأحداث التي تلت ثورة 30 يونيو، والإطاحة بجماعة الإخوان، كما دعم التدخل الأجنبي العسكري في ليبيا.

وكان ماكين هو من دعا بلاده إلى اتخاذ موقف مؤيد للديمقراطية في المنطقة العربية رغم مخاطر استحواذ التيار الإسلامي المتطرف على السلطة في دول المنطقة، كما كان من اقوى المؤيدين للتدخل العسكري الغربي في ليبيا في عام 2011.
الجريدة الرسمية