مناوشات الجو.. اعتراض الطائرات سبب توتر العلاقات بين الدول.. طائرة روسية تخترق المجال الجوي البريطاني.. كوريا الجنوبية ترسل تحذيرات للصين لمغادرة «سول».. وخبير عسكري يوضح الأسباب

ما بين الحين والآخر، تنشر المواقع الإخبارية أخبارا باعتراض طائرات أجنبية في المجال الجوي، وتتزايد التساؤلات عن أسباب دخولها مواقع غير مصرح لها بها، ومنذ يومين، اعترضت طائرات حربية بريطانية طائرة روسية فوق البحر الأسود، اقتربت من المجال الجوي لحلف الناتو، وهو ما يفتح هذا الملف.

بريطانيا وروسيا
تعتبر هذه المرة الثانية التي تعترض فيها طائرة بريطانية لأخرى روسية، ففي 27 يوليو من العام الحالي، انطلقت طائرتان بريطانيتان من طراز «تايفون» متمركزتان في رومانيا- نحو طائرة روسية تحركت قرب المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي فوق البحر الأسود.

وقال سلاح الجو الملكي البريطاني- في بيان وقتها؛ إن الطائرتين انطلقتا من قاعدة ميخائيل كوجانيتشانو الجوية الرومانية بالقرب من كونستانتا على ساحل البحر الأسود للتعامل مع الطائرة الروسية التي كانت متجهة غربا باتجاه المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي.

وتابع قائلا: إن الطائرة الروسية لم تدخل المجال الجوي لحلف شمال الأطلسي، وأن الطائرتين التايفون حامتا في الأجواء لفترة قصيرة على سبيل الردع قبل أن تعودا إلى قاعدتهما.

كوريا الجنوبية والصين
وفي نفس الشهر، أمرت كوريا الجنوبية بالإقلاع الفوري لمقاتلات عسكرية لاعتراض طائرة عسكرية صينية دخلت منطقة الدفاع الجوي للبلاد.

وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية في بيان، أن الطائرة الصينية أمضت أكثر من أربع ساعات في منطقة تحديد الهوية للدفاع الجوي الكوري الجنوبي، بعد أن حلقت بالقرب من صخرة مغمورة في المنطقة التي تسيطر عليها سول وتطالب بها بكين.

وأضافت هيئة الأركان أن القوات الجوية لكوريا الجنوبية أرسلت أكثر من مقاتلة لتتبع المقاتلة الصينية، وتوجيه التحذيرات للمغادرة، ولم يرد أي تعليق من الصين.

روسيا وأمريكا
وفي يناير من العام الحالي، اعترضت مقاتلة روسية من طراز «سو- 27» طائرة استطلاع أمريكية فوق البحر الأسود، ما أجبر الأخيرة على التوقف عن أداء مهامها.

ونقلت شبكة «روسيا اليوم» الناطقة باللغة الإنجليزية، عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن التحليق الكامل للطائرة (سو- 27) تم طبقًا للقواعد الدولية، ولم يكن هنالك مواقف طارئة، مضيفة أن طائرتها اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة، وأشارت إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية وصفت الاعتراض بأنه غير آمن.

وصرحت البحرية الأمريكية، حسبما نقلت «روسيا اليوم»، بأن الاعتراض استمر لمدة ساعتين و40 دقيقة، مشيرة إلى أن الاعتراض كان غير آمن بسبب اقتراب المقاتلة نحو خمسة أقدام، ما يعادل 1.5 متر، من الطائرة الأمريكية، مؤكدة أن الأخيرة لم تستفز هذا النشاط الروسي.

التحليل العسكري
وفي نفس السياق، يقول جمال مظلوم، الخبير العسكري والإستراتيجي، إن إختراق الطائرات للمجالات الجوية لدول أخرى يرجع لعدة أسباب قد يكون بالخطأ، وقد يكون متعمدا لاستطلاع المنطقة، وقد يكون بغرض اختبار نظام الدفاع في تلك الدول، للتعرف على سبيل المثال، متى تم اكتشاف دخول الطائرة المجال الجوي وعلى بعد كم متر.

وعن المعايير الدولية للتعامل مع تلك الطائرات، يقول «مظلوم» أن رد الفعل مختلف من دولة لأخرى، فمن الممكن أن ترسل دولة إنذارا، في حين قد تسارع أخرى في إطلاق النار، وبينما تتجه دولة ثالثة إلى مساعدة الطائرة في الخروج من مجالها، فيما يتجه فريق رابع إلى إخبار مجلس الأمن، كما تفعل لبنان عندما تخترق إسرائيل مجالها الجوي، ويتوقف ذلك إلى حد كبير على مدى رغبة تلك الدولة في الحفاظ على العلاقات وتجنب الأزمات.

وأشار إلى أنه أكبر دليل على ذلك حادث اعتراض طائرات حربية بريطانية طائرة روسية فوق البحر الأسود اقتربت من المجال الجوي لحلف الناتو، ومقارنتها بحادث اعتراض تركيا لطائرة روسية منذ عامين بفتح النار عليها وإسقاطها.