«وعلى الأرض السلام».. الكاتدرائية المرقسية تتجمل لليوبيل الذهبي (صور)
يرتدون خوزتهم الصفراء لتحميهم من حرارة الشمس، يقفون على ألواح خشبية، يتراصون بشكل رأسى، يساعد كل منهما الآخر، يرسمون لوحة جميلة عن روح فريق العمل، يعملون ليلا ونهارا كخلية النحل، لتجميل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، إنهم العاملون بترميم الكاتدرائية.. يسابقون الزمن للانتهاء من أعمال التطوير قبل نوفمبر المقبل.
ومن المقرر أن تحتفل الكاتدرائية المرقسية، نوفمبر المقبل باليوبيل الذهبى عام 2018، لمرور 50 عاما على إنشائها، حيث تم افتتاحها عام 1968 في عهد قداسة البابا كيرليس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بحضور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور الحبشة "إثيوبيا".
وفى نفس عام افتتاحها، أحضر البابا الراحل كيرلس السادس، جزءا من جسد القديس مار مرقس الإنجيلي سلمه وفد من الفاتيكان في ذكرى الاحتفال بمرور 19 قرنًا على استشهاد القديس وتم دفنه أسفل الكاتدرائية، وفى عهد البابا الراحل شنودة الثالث تم الاحتفال بحضور رفات القديس أثناسيوس الرسولى عام 1977 وإقامة مزار له تذكارًا بمرور 1600 سنة على وفاته.
بدأت أعمال الترميم بالكاتدرائية منذ عامين، بعدما أطلق البابا تواضروس الثانى مسابقة لاختيار أفضل الفنانين الذين ينالون شرف رسم قباب وأيقونات الكنيسة الأم والأكبر بالشرق الأوسط، فظهور الكاتدرائية بثوب جديد في احتفالها باليوبيل الذهبى كان بمثابة حلم راود البابا منذ أن تولى كرسى مارمرقس.
وتتم أعمال التطوير بوجهات الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، " الوجهة الغربية، القبلية،البحرية" وسيتم تزيينها بخامة الموزاييك وهو عمل “هاند مايد”، والتصميم فن قبطي لتاسوني سوسن والتي كلفت بعمل تصميمات رسومات الزجاج المعشق والموزيك للكاتدرائية.
ووفقا للفنان مدحت حلمى والمسئول عن تزيين واجهات الكاتدرائية، فإن الواجهة الغربية والمتواجدة أعلى الباب الرئيسى، ستكون عبارة عن شعاع شمس يتوسط الوجهة يرمز للسيد المسيح شمس البر الذي يشرق بنوره على جميع المسكونة ويعلو الوجهة صليب قبطي مذهب بحجم كبير وعلى اليمن واليسار ملائكة تحمل غصن زيتون يرمز للسلام والمحبة، وهي تعليم السيد المسيح على الأرض “وعلى الأرض السلام” التي ترسخها الكنيسة في نفوس أبنائها.
وكان قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، أعلن استعداد الكنيسة لإقامة احتفالية كبرى في العيد الخمسين للكاتدرائية، واستعادة رفات القديس مارمرقس، في نوفمبر المقبل.
وكشف قداسة البابا في مقال له بمجلة الكرازة الكنسية عن تحديد نوفمبر كموعد للاحتفال باليوبيل الذهبى، رغم أن عيد افتتاح الكنيسة كان في شهر يونيو، ولكن التأجيل يأتى بسبب انتظار الانتهاء من التجديدات.