رئيس التحرير
عصام كامل

الأوامر المنسية من القرآن (19)


ونستكمل مناقشة عدد كبير من الأوامر الإلهية بالقرآن الكريم التي تراجع اهتمام الكثيرين بها وتقديم الاهتمام عنها بأوامر الشعائر والعبادات مثل "وأقيموا الصلاة" و"فمن شهد منكم الشهر فليصمه"، حيث نقف اليوم أمام واحد من أهم الأوامر الواردة بالتنزيل الحكيم التي ربما لم نفهم القصد منها حتى الآن، بينما اهتم بها غير المسلمين أو حتى غير المتدينين أصلا..


يقول رب العزة في سورة العنكبوت: "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"، والسير في اللغة متعدد التعريفات يبدأ من المشي وحتى التطور والنشأة مثلما نقول "السيرة الذاتية" وربما كان المعنى الأخير هو المقصود حرفيا في الآية إذ إن بقية الآية هو "ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير"..

ولذلك فالمعنى يميل للنشأة الأولى ويكون السير هنا بمعنى البحث والعلم والمعرفة في علم خلق الكون.. الآية قالت "كيف بدأ الخلق" ولم تقل "كيف بدأ الإنسان أو البشر" ولذلك وبكل أسف ليس بيننا عالم عربي واحد فعل ذلك ويبقى علم "أصل الأنواع" ونظريات نشأة الكون وأي كلام عن الانفجار الكوني الأول ونظريات نهاية الكون وعلوم الجيولوجيا وتكون الجبال وحركة الأحياء تحت الماء والفضاء طبعا وعلوم الفيزياء كاملة وكل ما يرتبط بها من علوم الرياضيات وحتى التفاصيل التي بينهما عن تمدد الكون والأرض ونقصانها من أطرافها كله كله غير عربي على الإطلاق!

هذه الآية وحدها تكفي لنعرف كم نحن الآن أبعد عن القرآن الكريم ونقف أمام حكمة المفكر الماليزي قاسم أحمد صاحب كتاب "التقدم إلى الإسلام".. لم يقل العودة إلى الإسلام وكان محقا فقد تخلفنا عنه كثيرا جدا!
الجريدة الرسمية