بصنارة قديمة ولقمة عيش.. مصطفى يهرب من زحمة العيد إلي الصيد (فيديو وصور)
"أنا يا ابني عملت صياد سمك، وصيد السمك غيــَّـة.. وأحــِّـب سود العيون، واحــِّـب الملاغية.. والبمبوطية لهم في البحر ملاغية، وطرحت شبكي في بحر الغرام غيــَّـة، طلعتلي واحدة بياض، والتانية بلطية، والتالتة مياس والرابعة بالنية، ده الرزق بالله والأعمال بالنية"، بهذه الكلمات التي تعبر عن جمال وروعة السمك لعشاق الصيد، ومدى التعلق الكبير بمثل هذه الهوايات بالرغم من الصبر الكبير الذي لابد وأن يتمتع به ممتهنها حتى مع قلة وجود الأسماك التي يصطادها يوميًا.
عندما يبزغ نور شمس الصباح، يشد الصيادين رحالهم قاصدين كباري القاهرة، فكل منهم يعرف مكانه المخصص جلوسه عليه، يجمع أدواته ويخرجها، يتهيأ لبدء الصيد في مياه النيل، وليفرغ جميع الطاقات السلبية والضغوط والهموم التي ملأت جسده، مستعينا بالصبر في الوقت الذي سيمكثه في الصيد، يلقي صنارته ويسرح في ملكوت الله، منتظرا أن تغمز بسمكة ما.
يقف مصطفى يحيى ذلك الشاب الذي يكاد أن يكسر عمره حاجز الثلاثين عاما، على ضفاف النهر بجوار كوبري قصر النيل، بينما يجول بخاطره بعيدا عن الازدحام وهو يلقي بصنارته في المياه، وهو يحمل أدواته البسيطة، وهى عبارة عن صنارة وبعض العيش بديلا للطعوم، المرتفعة الثمن، استعدادا ليوم طويل من الصيد.
"الصيد بيعلمني الصبر وبتعلم حاجة جديدة وقت فراغي"، يعمل "مصطفى" فني تكييفات، بدأ هواية الصيد منذ فترة قصيرة، والتي قد لا تدر عليه بالأموال؛ لأنه قد لا يصطاد الكثير من الأسماك، إلا أنه يصر على ممارسة تلك الهواية لما لها من فوائد عديدة يتحصل عليها مع استمراره فيها، في أوقات فراغه، مستعينا "بالعيش" بديلا عن الطعوم التي ارتفعت أسعارها كثيرا خلال الفترة الماضية، حيث وصل سعر الكيلو منها إلى 400 جنيه، مما اضطره للتوجه للبديل الآخر آملا أن تجذب الأسماك إليها ليتمكن من اصطيادها.
"العيد بالنسبالي ممارسة هواية في وقت فراغي"، لا يهمه كثيرًا كمية السمك التي يعود بها إلى منزله فغيته هي الصيد في حد ذاته، "أن يكون متواجدا منذ صباح اليوم حتى آخر النهار منغمسًا في النظر إلى صنارته منتظرًا أن "تغمز" وتأتي إليه بصيد ثمين.
يشتهر دائما عمن يحب هواية الصيد أنه شخص صبور وقد يظل لساعات طويلة في انتظار نصيبه أمام البحر أو النهر، منذ الشروق حتى الغروب، وأحيانًا منذ الغروب وحتى فجر اليوم التالي، تنتهي في كثير من الأحيان بحصيلة فقيرة من الأسماك، واقع وجد له هواة صيد السمك طريقة مبتكرة للحفاظ على وقتهم وحصيلتهم في الوقت نفسه في التكنولوجيا الحديثة.