ماذا جرى لنساء مصر؟!
نعلم جميعا أن الأعياد شرعت للترويح عن النفس وتفريج أحزانها وهمومها، كما أنها شرعت للتكافل والتعاون على البر والإحسان والإنفاق في وجوه الخير، ونعلم أيضا أن ما نحياه جميعا من ظروف اقتصادية صعبة وقاسية جعلت البعض يسخط ويتبرم مما يمر به من أزمات معيشية، وقد يظهر هذا التمرد في صورة انفلات أخلاقي قد يكون بسيطا وعابرا سرعان ما يزول بانتهاء الموقف، أو انتهاء الحالة، وقد يستمر ويطول ويخرج المرء من حالته المعهودة إلى حالة أخرى أقرب للحالة الحيوانية من هياج وسعار واشتهاء لكل شيء وأي شيء وامتلاكه بكل السبل..
وهو الأمر الذي لا تردعه إلا القوانين، من خلال اتخاذ القانون مجراه في مثل هذه الأمور التي قد تتمثل في حالات السرقة والاغتصاب وما شابه ذلك، وقد اعتاد المجتمع على مثل هذه الحالات الفردية التي لا تعبر إلا عن أصحابها وما أصابهم من ضعف إنساني وانفلات أخلاقي.
لكن الجديد في هذه الأيام، وخصوصا في الأعياد، هو تلك الصور التي تبث عبر المواقع الإخبارية وصفحات التواصل لبعض فتيات ونساء مصر وهن يتراقصن في الأماكن العامة دون وازع من أدب، أو مراعاة للآداب والسلوك العامة التي تجعل مثل هذه المشاهد مقصورة على أماكن معينة وحالات محددة لا تتعداها إلى غيرها، وإلا صرنا جميعا في مرقص كبير!
لا أدري لماذا يسكت القائمون على مثل هذه الأمور التي وإن كانت تعبر عن الفرح والسرور في حد ذاتها إلا أن تداولها في المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي يسيء كثيرا إلى هذا المجتمع الذي قد ينعته البعض للأسف بمجتمع الراقصات وهو والحمد لله ما زال يحمل الكثير من الفضائل والآداب برغم شذوذ أمثال هؤلاء.
إن نظرة واحدة لما يتم تداوله عبر هذه المواقع والمنتديات الاجتماعية تشي بأن هناك الكثير من الأمور التي يجب النظر إليها، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح.. فأين هي المؤسسات التربوية من مثل هذه الأمور، وأين هو دور الأسر؟ وأين هو دور المؤسسات الاجتماعية؟