وزارة الثقافة الجنسية!!
في المرحلة الإعدادية كنا نقوم بدراسة الجهاز التناسلي ورغم صغر سننا ولكن كنا نشعر كثيرا بالحرج أثناء قيام المُدرس بشرح تفاصيل الجهاز.
ومن سنوات ليست ببعيدة كانت هناك أصوات تنادي بضرورة تدريس الثقافة الجنسية في المدارس أو على الأقل للشباب المُقبل على الزواج ولكن كانت هناك معارضة شديدة لذلك.
وفجأة قبل الثورة وجدنا برامج للثقافة الجنسية في أكثر من قناة فضائية خاصة تحت مسميات مختلفة، كل هذه كانت محاولات فردية لتثقيف الشعب جنسيا إلى أن جاءت هذه الأيام التي نعيشها الآن، وفي ظل حكم الإخوان المسلمين قد تتحول هذه المحاولات الفردية إلى عمل مؤسسى.
فقد شاهدنا جميعا نصائح رئيس الوزراء للسيدات في كيفية تنظيف الثدى قبل رضاعة أطفالهن، كما تناول سيادته أسباب زيادة نسبة اغتصاب السيدات في صعيد مصر، وفي التشكيل الوزاري الأخير تم اختيار رجل له خبرة في هذا المجال ليتولى منصبا مهما مسئولا عن تثقيف المصريين.
والله العظيم شيء مُحزن أن ينحدر بنا الحال إلى هذه الدرجة. مصر التي غزت العالم كله من خلال مفكريها ومثقفيها وفنانيها هؤلاء كانوا هم القوة الناعمة لها، يصل بها الأمر أن يتولى منصب وزير الثقافة فيها شخص فاشل علميا وأخلاقيا ويجلس على كرسي ثروت عكاشة ويوسف السباعي وعبدالمنعم الصاوي ومنصور حسن وأحمد هيكل حتى فاروق حسني.
ليس وزير الثقافة فقط بل معظم من تولوا مناصب في عهد أول رئيس مدني منتخب عديمو الخبرة والكفاءة رغم أن مصر مليئة بالملايين من العقول النابغة والنادرة، كنا نتهم مبارك أنه يختار الأقل خبرة وكفاءة.
رغم أن في عهده وفي نفس الوقت كان أمين عام الأمم المتحدة مصري(د بطرس غالي) ورئيس البرلمان الدولي مصري (د فتحي سرور) وأمين عام جامعة الدول العربية مصري(د عصمت عبدالمجيد) وأكثر من مائة مصري في مناصب دولية رفيعة، سواء في المحكمة الدولية أو البنك وصندوق النقد الدوليين، وحصل ثلاثة مصريين على جائزة نوبل (محفوظ وزويل والبرادعي).
ورغم كل ذلك كنا نتهم مبارك بأنه جرف مصر من الكفاءات إلى أن جاء اليوم الذي نترحم فيه على السابقين حينما رأينا المسئولين الحاليين، من المؤكد أن الرئيس لم يأخذ رأي الجهات الرقابية والأمنية في اختياراته للمناصب العليا في الدولة وأنه يكتفي فقط بتقارير مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين.
يا سادة هناك معايير وقواعد لاختيار القيادات معمول بها في كل دول العالم يجب تطبيقها نحن لن نخترع العجلة من جديد، من يتولى مناصب قيادية لابد وأن تكون له تجارب نجاح سابقة ليست فقط على المستوى الأكاديمي ولكن أيضا في الحياة العملية ويفضل من له تجارب نجاح دولية.
ومصر يوجد بها الكثير من هؤلاء، وحققوا نهضة لدول كثيرة ولكنهم للأسف ليسوا من الأهل والعشيرة التي اختارت مندوب مبيعات لتولي وزارة الاستثمار ومهندس تربة للتعاون الدولي لا أعلم لمصلحة من يتم تقزيم مصر؟ ولمصلحة من يتم إهانة المناصب بهذا الشكل؟ ورغم كل ذلك أتمنى التوفيق لكل الوزراء القدامى والجدد من أجل المواطن المسكين الذي عانى كثيرا قبل الثورة وبعدها ومازال يحلم بحياة أفضل.
egypt1967@yahoo.com