رئيس التحرير
عصام كامل

لسان الوزير واعتراف الهارب!


يحتفظ وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بوجه رجل طيب، مبتسم، وأداء وزير مرفوض مكروه! .. الوجه الطيب يعينه على تمرير مشاعر تخاطب قلوب الناس، فلا تبلغها ولن تبلغها!.


في حواراته، وآخرها مع الزميل خيري رمضان، بدا الوزير مقسوم الوجه والعقل. وجه له ووجه عليه. عقل له وعقل ضده. حتي حين حاول الجمع بينهم، مجموعة الوجوه والعقول تلك، خاب مسعاه وأفلت منه الجهد، وحين واجه نفسه في لحظة حوارية نادرة أقسم أنه لن يدخل الداخلية ملتح حتي لو حبسوه.. الوزير يعني! طبعا لن يحبسوه.. فلقد حبسوا أحمد ماهر 4 أيام علي ذمة التحقيق وتاني يوم خرج بكفالة! البلد بلدنا والدفاتر دفاترنا!! وطبعا ليست القضية هنا هي اللحية، بل الصورة التي تركها الوزير عن نفسه لدي الرأي العام. لو أني مكانه ما حملت طين غيري ﻷنظفه!.

قال اللواء، إنه لا توجد أي أوراق تقول إن محمد مرسي الهارب من سجن النطرون كان موجودًا بسجن النطرون! ضحك المصريون، وبعضهم نط ضغط دمه إلي نقطة الشلل. وبعضهم صرخ مكذبا وأغلق التليفزيون بعنف. قال الناس للوزير ولم يسمعهم: يا راجل .. دا المسجون نفسه اعترف! بل استدعي الملايين خزائن اليوتيوب واستعادوا فرحة مرسي ورفاقه بالهروب.

وحديثه مع قناة "الجزيرة" بموبايل عبر قمر الثريا عند الكيلو 93, يومها حدد السجين الهارب أسماء وأعداد من هربوا معه.. وكلهم اﻵن ما شاء الله حكامنا الجدد!.

المسجون إذن اعترف فما مصلحة الوزير في إثبات أنه علي الورق لم يكن موجودا بالسجن المذكور أعلاه؟. يري الناس أن الوزير يجامل الرئيس أو هو مكسوف منه أو هو مضغوط به أو بغيره يمثله! يري الناس أن الوزير يريد إبعاد الرئيس عن القضية المنظورة في الإسماعيلية، أخطر قضايا الأمن القومي المصري علي الإطلاق، لأن موضوعها غير المعلن، حتي اﻵن علي الأقل، هو الخيانة!.

لا نتهم أحدا هنا، لكن نظن أن شجاعة الهارب ستملي علي عقل الحاكم، أن يواجه قاضيه: نعم هربت، ﻷني كنت مخطوفا بقرار اعتقال من حبيب العادلي.

هذا ليس مناط التحقيق، مناطه من ساعده هو ورفاقه والمجرمين الجنائيين الذين روعونا ولايزالون.. علي الهروب!؟، الواقع الموجع أن اقتحام السجون وحرق الأقسام في توقيت متزامن هو علة المحاكمات.

هو علة تهديد القاضي الحالي وترويعه. مؤدي الأحكام هنا البراءة من وصمة الخيانة وتعريض الأمن القومي للخطر الجسيم وهذا نتمناه أو.. الإعدام الزؤام!.

علي الرئيس مرسي أن يمثل أمام القاضي احتراما منه لتصريحاته المتكررة عن إرساء دولة العدالة التي يرأسها. سيكون الرئيس قدوة وستكون بلدنا قدوة في محاكمة، أو مساءلة الحكام؛ إذ سيكون لدينا رئيسان أمام القضاء!.

الجريدة الرسمية