رئيس التحرير
عصام كامل

الحج السياسي في منهج «الإخوان».. أول جماعة دينية تستخدمه لترويج أفكارها.. حرضت من خلاله على السعودية بحرب الخليج.. سوقت شعارات رابعة بعد عزل مرسي عن الحكم.. وباحث: منفذ ديني للوصول إلى السلط

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

5 أعوام من التوظيف السياسي للحج، هكذا تدور جماعة الإخوان الإرهابية في حلقة مفرغة منذ عزل محمد مرسي في 2013، كل عام تحاول استغلال الشعيرة، سواء بتسويق شعارات رابعة، أو الاعتداء على المختلفين سياسيًا معها، أو ممارسة أكبر قدر من ضخ الشائعات، لإثارة البلبلة بين ضيوف الرحمن.


السعودية وكشف المخطط

مع انهيار الجماعة عام 2013، وصلت للسعودية معلومات كاملة عن نية الجماعة استخدام شعيرة الحج، لتصفية حساباتها مع المملكة، والتشهير برموزها، بجانب العمل بشكل ممنهج لتخريب الشعيرة، الأمر الذي دعا وزير الداخلية وقتها الأمير محمد بن نايف للخروج والتحذير من أي ممارسات سياسية أو تحريضية في موسم الحج.

كان الهدف الأساسي للإخوان، تصدير الأزمات التي تعيشها إلى الخليج، وخلق الفتن في الشارع الخليجي، خاصة أنها تعودت لسنوات طويلة، على التخفي عن أعين الأمن السعودي، خلال قيامها بالحشد لأفكارها، عبر وكلائها في المملكة الذين كانوا يمهدون لها، بحجة التمسك بالدين وإعادة الحاكمية إلى الدول الإسلامية، لدرجة أنها استطاعت إثارة الفرقة في تسعينات القرن الماضي بين الحجيج، بعدما انتشر رجالها في الحرم، لتحريض بعثات الدول الإسلامية، على رفض الموقف السعودي أيام حرب الخليج، الداعي إلى استقدام جيوش أجنبية لتحرير الكويت.

البنا وضيوف الرحمن


الجماعة نفسها لاتخفي أهدافها السياسية من الحج، ويرصد موقعها لتوثيق تاريخها "الإخوان ويكيبيديا" أن حسن البنا ووفد الجماعة، كانوا يلتقون بالوفود الإسلامية المختلفة، بحجة التعرف عليهم، والحديث عن مدى تسلط الاستعمار عليهم، وكان البنا يمرر أفكاره ويدعوهم المسلمين بشكل غير مباشر لاعتناق فكر الإخوان، عبر قيامه بالوعظ والإرشاد وإقامة الندوات على هامش الشعيرة.

يقول عوض الحطاب، القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية، أنه رغم ربط الدين الإسلامي بين التقوى وتعظيم الشعائر، إلا أن الإسلاميين وفي القلب منهم جماعة الإخوان الإرهابية، لايتوانون عن إثبات استخدامهم للدين عنبر استخدام أهم أركانه لإثارة الفرقة بين المسلمين.

ويؤكد «الحطاب» الذي شارك في تأسيس حركة تمرد الجماعة الإسلامية، لنبذ العنف والابتعاد عن طريق الدم بشكل نهائي، أن الاستخدامات الفجة للحج، أوضحت بما لاشك فيه أن المقدسات عند الإخوان والموالون لها، ليست أكثر من طريق للوصول إلى أهدافهم.

وأشار إلى أن التقية المتضخمة عندهم، تجعلهم يذرفون الدموع ويبكون على الشاشات، وينسبون كل فشل لهجرة الأمة الدين وأحكامه، بينما هم الذين تسببوا في هجرة الناس للدين، وزيادة عدد الملحدين سنويًا بأفعالهم.

تسييس الحرم المكي

يرى سعيد عكاشة، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن تسييس الحرم المكي ليس مرتبطًا فقط بموسم أداء الشعيرة، موضحا أن الكثير من الجماعات المتطرفة استغلت البقاع المقدسة في مكة والمدينة بغير مواسم الحج لتحقيق أهداف سياسية.

وأضاف: في عام 1979، احتل زعيم الجماعة السلفية المحتسبة جهيمان العتيبي الحرم المكي الشريف، بجانب نحو 250 من رجاله، وأعلن نفسه «المهدي المنتظر»، ورغم انتهاء واقعة الهجوم على الحرم بمقتل جميع المهاجمين وإعدام بعضهم لاحقًا، إلا أنه لم يترك مجالًا للشك، في شغف الإسلاميين باستخدام المقدسات سياسيا، بسبب التفسيرات الضالة للدين، التي أصبحت تشلك خطرًا داهمًا به على أمن العالم بأسره، بحسب وصفه.
الجريدة الرسمية