دعاء الشيخ الشعراوي في وقفة عرفات
من أشهر أدعية وقفة عرفات ذلك الدعاء الذي أطلقه الشيخ محمد متولى الشعراوي من فوق جبل الرحمة أذاعه التليفزيون عام 1976 ودعا فيه:
يا رب كل شيء بقدرتك على كل شيء، اغفر لنا ولهؤلاء جميعا كل شيء، ولا تسألنا عن شيء، إنك يا رب ما دعوت عبيدك لزيارة بيتك والوقوف في ساحة رحمتك عرفات، إلا أنك تريد بهم الخير، وتريد لهم الرحمة، وكل داع تعرفه حين يدعو مدعويه يعد لهم من الحفاوة ومن التكريم فكيف إذا كان الداعي هو الرب الذي يقدر على كل شيء وما عند الله باق.
وكتب الشيخ الشعراوي عن الحج خواطره قال فيها: أمر الله نبيه إبراهيم بعد أن رفع القواعد من البيت أن يؤذن في الناس بالحج.. لماذا؟ لأن البيت بيت الله والخلق جميعا خلق الله فلماذا يقتصر رؤية البيت على من قدر له أن يمر به أو يعيش إلى جواره.
أراد الحق سبحانه وتعالى أن يشيع هذه الميزة بين خلقه جميعا فيذهبوا لرؤية بيت ربهم، وأن كانت المساجد كلها بيوت الله، إلا أن هذا البيت هو بيت الله باختيار الله لذلك جعله قبلة لبيوته التي اختارها الخلق.
إن من علامات الولاء بين الناس أن تزور قبور العظماء وعلية القوم، ثم يسجل الزائر اسمه في سجل الزيارات ويرى في ذلك شرفا ورفعة فما بالك ببيت الله.
كيف تقتصر زيارته ورؤيته على أهله والمجاورين له أو من قدر لهم المرور به، ومعنى أذن للناس بالحج أن الأذان هو للعلم ووسيلة الاستماع الأولى، وحينما أمر الله إبراهيم بالأذان لم يكن حول البيت غير إبراهيم وزوجته وولده إسماعيل، وناداه ربه يا إبراهيم عليك بالأذان وعلينا البلاغ.
أذَّن إبراهيم في الناس بالحج ووصل النداء إلى البشر جميعا وإلى أن تقوم الساعة، فمن أجاب ولبى لبيك اللهم لبيك كتبت له حجة، ومن لبى مرتين كتبت له حجتين وهكذا.
وإذا نظرنا إلى أركان الإسلام بدءا من الشهادتين ثم الصلاة ثم الزكاة ثم الصوم ثم الحج لوجدت أن الحج هو الركن الوحيد الذي يجتهد المسلم في أدائه ولا يتكلف المسلم إلا في فريضة الحج، وتحن القلوب إلى بيت الله وتتحرق شوقا إليه وكأن شيئا يجذبها إلى أداء فريضة الحج لأن الله تعالى أمر بها وحكم فيها بقوله (يأتوك) أما في الأمور الأخرى فقد أمر بها وتركها لاختيار المكلف يطيع ويعصى.